ربما هدأت جائحة كوفيد– 19، لكن تبعاتها الصحية لا زالت موجودة، إذ قال باحثون إن نحو 5٪ من البالغين الذين شعروا بتغيّر في حاستي الشم أو التذوق إثر الإصابة بكورونا، قد يعانون من مشاكل طويلة الأمد لهاتين الحاستين.
رغم دراسة تغير حاستي الشم والذوق على نطاق واسع من أجل القيمة التشخيصية، فإنه لا يُعرف سوى القليل عن المسار السريري لمثل هذه الأعراض بعد كوفيد -19 ، مع وجود أدلة غير متسقة حول مدة التعافي، بحسب بحث جديد نشر في المجلة العلمية The BMJ.
ومن غير المعروف ما إذا كان الخلل الوظيفي الحسي المرتبط بفيروس كوفيد -19 عابرًا أم دائمًا، ومن غير المؤكد نسبة المرضى الذين يعانون من اختلال وظيفي مستمر.
علاوة على ذلك، فإن العوامل الإنذارية المرتبطة باستعادة حاسة الشم والذوق غير واضحة، وفق ما ذكره البحث.
ملايين بلا شم أو تذوق
ووفق البحث، قد يعاني ما لا يقل عن 15 مليون شخص بالغ من نقص في حاسة الشم على المدى الطويل، بينما قد يعاني 12 مليون بالغ من التذوق.
وجد البحث أيضًا أن 74٪ فقط من المرضى أبلغوا عن شفائهم من اعتلال الرائحة و79٪ أفادوا بتعافي حاسة التذوق بعد 30 يومًا من الإصابة الأولية، لكن معدلات الشفاء زادت مع مرور كل شهر.
راجع الباحثون 18 دراسة قائمة على الملاحظة شملت ما يقرب من 4000 مريض وتعلموا أن النساء أقل عرضة لاستعادة حاسة الشم والذوق مقارنة بالرجال.
خلل وظيفي طويل الأمد
وفي الوقت نفسه، كان المرضى الذين عانوا من "أعراض أولية أكبر لفقدان الرائحة وأولئك الذين يعانون من احتقان الأنف أقل عرضة لاستعادة حاسة الشم لديهم"، وفقًا لبيان صحفي حول الدراسة.
بالإضافة إلى ذلك، يعتقد الباحثون أنه من المتوقع أن يتعافى معظم المرضى من حاسة الشم أو التذوق خلال الأشهر الثلاثة الأولى بعد الإصابة، ولكن "قد تصاب مجموعة كبيرة من المرضى بخلل وظيفي طويل الأمد، يتطلب تحديدًا في الوقت المناسب وعلاجًا شخصيًا ومتابعة طويلة المدى".
الدراسة ذكرت أن التغيير في حاسة التذوق أو الشم، هو مجرد واحد من العديد من أعراض COVID الطويلة .
فقدان حاسة التذوق والشم قد تأتي أيضًا نتيجة لأمراض أخرى، مثل نزلات البرد والإنفلونزا والتهابات الجيوب الأنفية، بالإضافة إلى بعض الأدوية والعمر.
تدريب على الشم والتذوق
هناك تدريب على حاسة الشم بهدف عودتها كما كانت، والذي يتضمن شم نفس الروائح كل يوم لمدة 20 ثانية لكل رائحة، وفقًا لـ AbScent، وهي مؤسسة خيرية مقرها المملكة المتحدة مخصصة لإنهاء اضطرابات الشم.
وقالت طبيبة الأنف الدكتورة زارا باتيل، أستاذة طب الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والرقبة في كلية الطب بجامعة ستانفورد، لشبكة CNN مؤخرًا: "الطريقة التي أشرحها للمرضى هي إذا كنت قد أصبت بسكتة دماغية، وجعلت ذراعك لا يعمل، ستذهب إلى العلاج الطبيعي، وستقوم بإعادة التأهيل، هذا هو بالضبط ما يعنيه التدريب على حاسة الشم".
