ونحن نقترب من فصل الشتاء موسم الأمطار والضباب موسم الكشتات و(شبة) الضو والرحلات والوناسة والسمر وفي ذات الوقت موسم الشتاء موسم الحوادث الجماعية في أوقات الضباب والانزلاقات، موسم التهور عند هطول الأمطار، موسم المجازفة في عبور الأودية ومجاري السيول والهياط..
فالموسم لا دخل له في رسم الصور الإيجابية أو السلبية، نحن من يجعله جميلا أو العكس ومع كل موسم تتكرر نفس الحوادث للأسف وربما نفس الأشخاص ممن سلمهم الله وهذا مؤشر خطير ودليل على تبلد الحس عند كل من يستمر في ارتكاب هذا السلوك، يقال لا يلدغ المؤمن من نفس الجحر مرتين، ونحن نشاهد (اللدغ) المتكرر من نفس الجحر الشتوي!! فهل نشكك في إيمان شبابنا أو في قدراتهم العقلية أو في ثقافة المجتمع المحيطة!؟
وحتى لا تضيع مساحة المقال في النقد واللوم الذي لن يفيد نفعا وكما يقال، أن تشعل شمعة خير لك من أن تلعن الظلام! أشارككم بثلاث نقاط تبدو بسيطة وبديهية وهي فعلا كذلك عند من يتمتع بأخلاقيات القيادة الآمنة ومستحيلة عند من لا يحترم الأنظمة أو يطبقها مما يجعلها شبه غائبة على الطريق وخاصة عندما تقل أو تنعدم الرؤية، ولعلها تساهم في التقليل من الحوادث المرورية.
عندما يقود السائق المركبة والرؤية شبه منعدمة على الطريق يتوجب عليه التقيد بالسرعة المسموح بها في تلك الأجواء، الأمر الآخر التوقف على جانب الطريق في مكان آمن مع تشغيل (الوميض) المتقطع (فلاشر) إذا ساءت الرؤية وبعد زوال الضباب يواصل مسيره، ملاحظة يتوجب التنويه لها.. نجد أغلب السائقين يستخدمون الوميض أثناء السير بينما الطريقة السليمة أن يستخدم في حالة الوقوف فقط.
وأخيرا الحرص على ترك مسافة آمنة بينه وبين المركبة الأمامية من خلال تطبيق قانون الثانيتين..
وعند وقوع الحوادث لا نلوم الطقس فكما أن هناك مفاهيم مغلوطة عند السائقين كذلك الإعلاميين حيث نجد أغلب التغطيات الخاصة بالحوادث المرورية التي تقع في أوقات الضباب سواء كانت تغطية صحفية إذاعية أو تلفزيونية تنقل لنا الآتي (نتيجة لسوء الأحوال الجوية وقعت عدة حوادث مرورية) بينما المفروض أن تنسب تلك الحوادث لسوء أحوال السائقين السلوكية فالجو والضباب والشتاء والأمطار كلهم أبرياء...
Saleh_hunaitem@