السعادة شيء نسبي تختلف ماهيته من شخص لآخر، فما يسعدك ليس شرطا أن يسعدني والعكس صحيح، لكن تبقى السعادة دائما بمعناها العام محل بحث وتفتيش ونظر، فمن منا لا يبحث عنها؟! ومن منا لا يكرس وقته في طلبها؟!
اسمح لي في هذا الإطار أن أسألك سؤالا بسيطا جدا: ما هي الأشياء التي تسعدك؟
في الغالب دعنا نتفق على أمور بديهية من شأنها منحنا السعادة والسكينة والاطمئنان، مثل رضا الله، والصحة، والعافية، وسلامة الأهل وأمانهم، وتوافر المال والرضا والستر، كل هذه إجابات نشترك فيها جميعا إذا ما سؤلنا عن السعادة، وهي أمور مهمة حقا وفقد إحداها سيكون معضلة كبرى بالنسبة لنا.
لكنني أود من خلال سؤالي أن أغوص بك أكثر، نحو أشياء تسعدك حصرا دون غيرك، أشياء تبلغ بها قمة سعادتك ومنتهى ما تتمناه، لذلك أكرر سؤالي ثانية، لكن بصيغة أخرى، ما هي الأشياء التي لو حدثت لك اليوم بشكل مفاجئ، ستكون ممتنا ومبتسما وفي غاية سعادتك؟
بالرغم من البساطة التي يبدو عليها السؤال، إلا أنه عميق في ذاته، وليس من السهولة بمكان أن نجيب عنه هكذا دون تفكير، وتفكير عميق.
ما أحوجنا ونحن نكتشف أنفسنا ونبحث في دواخلنا عن إجابات لذلك السؤال، أن نتحرى من حولنا من الأصدقاء والأحباب، وأن نسألهم عما يبهجهم بشكل شخصي ويصنع يومهم، إننا إن فعلنا هذا والآخرون فعلوا المثل، سنكون جميعا أقرب لفهم بعضنا بشكل أوثق وأمتن، إنها فرصة كي تتعرف على من حولك لأول مرة بشكل مغاير، فرصة كي تستمع إليهم بقلبك لا عقلك وتقديراتك المسبقة.
في الأخير لو سألتموني عما يبهجني ويصنع يومي لقلت الكتابة، والحوار والأسئلة المفتوحة، من غير جهاد لإثبات الرأي من عدمه، الشتاء، الصباح، النوم العميق، الأكل الياباني، وفوز الهلال.
هي أشياء تسعدني، وأنت، ما الذي يسعدك؟
@waadalmadaaj