@ALAmoudiSheika
الوجبات السريعة نمط من أنماط الأكل، يميّزه الإعداد السريع، وتتفاوت جودته حسب مُصنّعيه، البعض يدمن الوجبات السريعة فلا يستطيع التملص منها مهما حاول منع نفسه، يعود إليها برغبة ملحَّة، والبعض يجعلها خيارًا للمناسبات، والبعض يلجأ إليها في الحالات الطارئة.
الإضافات التي تُضاف إلى تلك الوجبات هي أساس من أساسيات انجذابك إليها، وعنصر من عناصر الإدمان عليها، وبعدها تأتي الأسباب الأخرى، تذكّرني الوجبات السريعة، والشعور المؤقت الذي تمنحه بالمتغافلين عن واجبات في الحياة، فهم يغضون البصر عن أمور يجب أن تستصلح، وأمور يجب أن تُنجز، وأمور يجب أن تصدر فيها أحكام، هم يتغافلون عن كل ذلك؛ لأنهم يحبون أن يبقوا عالقين في دوامة التأجيل، يخافون من اتخاذ قرار؛ لأنهم يعرفون أن استصلاح أي أمر ستترتب عليه أحداث، وإنجاز أي أمر سيرافقه بذل، ويدركون أن إصدار الأحكام النافذة على الأمور لا يمر بسلاسة، وإن مرّ فهناك تغيّرات ومفاجآت قد تقع، فيؤثرون تعليق الأحكام على مجاراة كل ذلك.
هذه الفئة تهوى مذاق راحة البال الوقتي الذي يلازمها لحين، ثم عندما تتكالب عليهم الأمور، ويصبح التأجيل يسير قسرًا لحيز التطبيق، تجدهم في دوامات اتخاذ القرار يعانون أشد أنواع المعاناة، فقد تراكمت على الأمور أمور، وتعقد البسيط، وأصبح اليسير مكلفًا، وبات الأمر الذي قد يتقاسمه عدد صغير في الأحكام يضم جمعًا غفيرًا، هذه الفئة كفئة المدمنين على الوجبات السريعة، فهم مع معرفتهم بأضرارها وانخفاض قيمتها الغذائية يجارونها، وهكذا المتغافلون، رغم معرفتهم بأن الأمور لابد أن تُنجز ولو بعد حين، وأن كل مؤجّل يترتب عليه تعقيد، وقد يُضاف له ضرر جديد إلا أنهم يفضلون الإضافات التي تمنحهم شعورًا مؤقتًا بأن كل شيء على ما يرام يسير.
* زاوية نظر
التسويف، وترك الأمور عالقة، وعدم اتخاذ القرار في وقته، آفات تقتات على الأيام، ثم تُهلكها.