دعا موقع «آسيا تايمز» رئيسة وزراء بريطانيا ليز تراس إلى إعادة التفكير فيما وصفه بمعركتها العمياء مع الصين.
وبحسب مقال لـ«تيم سامرز»، في حين أن الحملة الانتخابية لرئاسة الوزراء في المملكة المتحدة كانت تدور حول القضايا الداخلية أكثر من الخارجية، إلا أن الصين لا تزال تظهر بشكل عابر.
نهج أكثر تشددا
ومضى يقول: لطالما دفعت تراس باتجاه نهج أكثر تشددًا تجاه الصين، وعلقت في الماضي على حاجة المملكة المتحدة لتجنب الاعتماد على بكين.
وأردف: اقترحت تراس إعلان بكين كتهديد للأمن القومي، وقيل "إنها دفعت من أجل إعلان وقوع إبادة جماعية في منطقة شينجيانغ بشمال غرب الصين".
وأضاف: كانت النتيجة النهائية لحملة رئاسة الوزراء هي تحول متسارع في مركز ثقل الخطاب السياسي البريطاني حول الصين ليتقارب مع الخطاب الأمريكي والأسترالي، لافتا إلى أن ذلك ابعد سياسة المملكة المتحدة تجاه الصين كثيرًا عن النهج البراغماتي المميز والدقيق الذي اتبعته منذ أواخر التسعينيات.
تحول مستمر
ولفت إلى أن هناك عدد من العوامل وراء هذا التحول المستمر، مضيفا: يجادل البعض بأن تصرفات الصين كانت العامل المركزي، لكن من المدهش مدى تقلب نهج سياسة المملكة المتحدة منذ عام 2010، وهي الفترة التي كان مسار الصين فيها أكثر ثباتًا، موضحا تضخيم التحولات من قبل مجموعات الضغط التي تسعى إلى تشكيل المناقشات البرلمانية والإعلامية في المملكة المتحدة بشأن الصين.
وأردف: ينتقل النشطاء من قضية إلى أخرى مع تصاعد التنازلات الحكومية لمجموعات الضغط على مدى السنوات الأخيرة، مؤكدا أن إبعاد شركة "هواوي" الصينية من عطاءات شبكة الجيل الخامس هو المثال الأكثر وضوحًا.
ونوه بأن العامل الآخر هو الرغبة في الوحدة الغربية التي ربما تعززت في أعقاب الصراع في أوكرانيا.
تبعية لواشنطن
ومضى يقول: كانت الحكومة البريطانية السابقة قد أظهرت بالفعل استعدادًا أكبر لاتباع اللهجة التي حددتها واشنطن.
وتابع: لا تزال علاقات المملكة المتحدة مع أوروبا هشة، ربطت المراجعة المتكاملة للسياسة الخارجية والدفاعية والأمنية في مارس 2021 بريطانيا بشكل أوثق بالولايات المتحدة.
واستطرد على الرغم من مغزى الشراكة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، فإن الواقع هو علاقة تبعية لواشنطن مختلة وظيفيًا.
ونبه إلى أن الفحص النقدي للعلاقة مع الولايات المتحدة لا يجد طريقه إلى النقاش حول الصين في المملكة المتحدة.
وأضاف: هيمنت التقارير حول هونغ كونغ وشينجيانغ على التغطية الإعلامية الأخيرة حول الصين في المملكة المتحدة، ولكن لم يكن هناك سوى مساحة صغيرة للنقاش العام النقدي.
وأوضح أنه في ضوء ذلك أصبح العديد من الافتراضات حول بكين تقول: إنها تشكل تهديدًا كبيرًا للأمن القومي والديمقراطية وأن «النفوذ» الصيني بالمملكة المتحدة قد ازداد.
