يعتقد الكثيرون أنه لا مكان للجد في حياتي، وأنني محاطة بدائرة وردية تحميني من المسؤوليات، وبأن حياتي مثالية جدًا ولا مكان للتحديات فيها.
والحقيقة أنني امرأة ممتلئة معظم الوقت لكن قد تكون طريقتي في إدارة الحياة مختلفة قليلاً، لدي تحديات على كل المستويات الاجتماعية، العملية، الروحية والفكرية والصحية أيضًا لكني تعلمت الدرس جيدًا، وأتقنت فن عيش الحياة من خلال تجربتي في عملي، ومازلت أتعلم كل يوم.
أؤمن بأن الحالة النفسية سبب رئيسي في أي مرض، وأعتقد كما كانوا يعتقدون سابقاً أن سبب مرض السرطان بالذات هو الصدمة النفسية.
ألم يجد أبقراط تسمية أكثر لطفًا من هذه الكلمة؟
الكلمة في اليونانية القديمة تعني سرطان البحر، ولن أخوض في تفاصيل هذا المرض ولا علاجاته، التي تطورت وتنوعت بين كيميائية وإشعاعية وجراحية، هرمونية ومناعية، بل سأخبركم عن قصة قرأتها في الاتلانتك لامرأة تدعى جينفر أصيب بالسرطان عام 2011 وشفيت منه بعد معاناة مع جلسات العلاج الكيماوي وعمليتين جراحيتين لكن حصل ما لا يحمد عقباه، فقد عاد لها الزائر غير المرحب به مرة أخرى مما أدى إلى استئصال كامل للعضو المصاب، فاختفى السرطان تماما لكن هذه التجربة تركت ندوبًا في وجدانها وشعرت بأن هذا الجسد ليس لها، وفقدت ثقتها بجهازها المناعي لأنه قد يفقد السيطرة في أي وقت ولمعت في رأسها فكرة الالتحاق بنادٍ للرقص الشرقي تحديدًا، وكانت المفاجأة أن الحياة عادت لها من جديد، وهذا ما يدعوني أن أقول إن ثلاثة أرباع علاج مرض السرطان تكمن في حالتهم النفسية أولاً، وأن العلاج الترفيهي الحديث قد يحدث جدًلا واسعًا..
هل أعني أن الأمراض ستختفي دون تدخل علاجي؟
العلاج بالأدوية وعلاج الروح يجب أن يكونا توأما في جميع المراحل، ولا يجب أن نغفل أحدهما على حساب الآخر.
نعم الضحك يجعلني أكثر إشراقًا وجمالًا، وسأكون أكثر جاذبية بابتسامتي اللطيفة لكنني في الوقت ذاته سأكون متواجدة في قسم الأشعة لعمل فحص «الماموجرام» للكشف والتحقق عن عدم الإصابة بسرطان الثدي.
رحم الله والدي، الذي رحل بعد رحلة علاج مضنية مع السرطان، وحفظ لكم أحبتكم جميعًا.
@raedaahmedrr