@azmani21
سأل تركي الدخيل، عندما كان يقدم برنامج "إضاءات" على قناة العربية، د. غازي القصيبي "رحمه الله"، وقد كان يومها وزيرًا للعمل، كيف تجد الوقت لتأليف كل هذا الزخم من المؤلفات، بينما أنت مرتبط بأعمال إدارية، وتحرص على الدوام بشكل كامل، كما أشرت في كتاب حياة في الإدارة، فقال د. غازي "رحمه الله"، عندما تنظم وقتك تستغرب من الوقت المتاح لك.
تعوَّدنا أن نجعل الوقت يتحكم فينا دون أن نبادر بتنظيمه، والاستفادة منه، فانعكس ذلك سلبًا علينا؛ مما أدى إلى ضعف مخرجاتنا، فأوقاتنا مفتوحة لأقرب حجز ممكن، فنحن على سبيل المثال مستعدون للتضحية بالوقت الذي نقضيه مع أسرنا بمجرد اتصال يردنا من صديق، وكذلك جاهزون لأخذ إجازة لنسافر في أي وقت حتى ولو كلفتنا تلك الرحلة ضعف ما يمكن أن تكلّفنا سفرة مبرمجة ومجهّزة بمدة معقولة.
إن ثقافة أنا مشغول، لا تكاد تجدها في مجتمعنا، ويتحسس الناس منها؛ لأنها لا تُحمل في الغالب على المحمل الحسن، فلو حصل أن اعتذرت لأحد الاشخاص عن عدم قبول دعوته، لظن أنك لا تأنس بمجلسه أو تتعمد تجاهله، وعلى نطاق آخر تجد أن البعض باستطاعته أن يقضى ليلة كاملة في لعب بأوراق اللعب، أو ساعات في متابعة وسائل التواصل الاجتماعي، في حين لا يحتمل أن يقرأ بضع صفحات من كتاب نافع.
عذرًا أنا مشغول، قُلها لنفسك قبل غيرك، لتتمكَّن من تنظيم وقتك، وستجد أنك ستستفيد من يومك بشكل أفضل، وستتمكَّن من زيارة أقاربك، ومن قضاء الوقت مع أصدقائك، ومن رفع إنتاجيتك بشكل أفضل، وبأكثر مما كنت تتصور.
قال يحيى بن هبيرة:
والوقت أنفس ما عنيت بحفظه
وأراه أسهل ما عليك يضيع