ما وضعته هوليوود في مخيلة أغلب سكان هذا الكوكب، حول الأسلحة النووية التي تطلق بضغط زر، ليس صحيح كليًا، وعندما تسمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يهدد باستخدام الأسلحة النووية فتأهب لوضع غير مسبوق.
الرئيس الأمريكي جو بايدن، وصف تهديد نظيره الروسي باستخدام الأسلحة النووية، أنه الأكبر من نوعه منذ أزمة الصواريخ الكوبية، في وقت تواجه فيه القيادة العسكرية الروسية انتقادات علنية نادرة في الداخل، من أدائها في أوكرانيا.
حديث "بوتين" المأخوذ على نحو كبير من الجدية، يفتح باب التساؤلات عما تمتلكه روسيا في ترسانتها النووية، والذي يجعل العالم اليوم متأهبا وأنفاسه متقطعة.
وعرض تقرير في موقع صحيفة "واشنطن بوست"، نوعية الترسانة النووية الروسية التي تثير رعبًا عالميًا، ومدى قوتها وتأثيراتها.
الأسلحة النووية الروسية نوعان
تنقسم الأسلحة النووية عادة إلى فئتين: الأسلحة الاستراتيجية وهي تلك الصواريخ طويلة المدى التي يمكنها عبور المحيطات وتهديد القوى العظمى المتنافسة.
أما الفئة الثانية وهي الأسلحة التكتيكية، التي لديها قدرة محدودة ويمكن القول إنها يمكن أن تؤدي وظيفة أكثر محدودية.
وتمتلك روسيا نحو 1185 صاروخًا نوويًا عابرًا للقارات، ويصل عدد الأسلحة التكتيكية 1912، كما تملك 800 صاروخًا باليستيًا يمكن إطلاقه من الغواصات، و580 قذيفة نووية يمكن إطلاقها من الجو.
ما هي قوة النووي الروسي؟
تقدر وزارة الطاقة الأمريكية أن القنبلتين التيين ألقيتا على هيروشيما وناجازاكي، كانت تنتج قوة انفجارية معادلة لـ 15 ألف و21 ألف طن TNT .
الأرقام الأمريكية تعد من الماضي، لكن للأسلحة النووية الاستراتيجية الحديثة لديها قوة هائلة، يمكن أن تنتج تأثيرات قياسية تصل ما بين 500 ألف طن و800 ألف طن وحتى 1 ميجا طن - أي ما يعادل مليون طن من مادة TNT .
وتمتلك روسيا الرقم القياسي لأقوى سلاح تم تفجيره على الإطلاق: في عام 1961، اختبرت قنبلة لا تقل عن 50 ميجا طن، تُعرف باسم قنبلة "القيصر" - أو سيد جميع القنابل.
وعادةً ما تبلغ سعة الأسلحة التكتيكية الحديثة من 10 إلى 100 كيلوطن، مما يجعل متوسط الأسلحة التكتيكية أكثر تدميراً من القنابل المستخدمة في هيروشيما وناجازاكي.
تمتلك كل من روسيا والولايات المتحدة أيضًا أسلحة نووية ذات قدرة "منخفضة" تحمل لكمات "خفيفة"، حتى أنها تنخفض إلى أقل من 1 كيلو طن، لكن حتى القنبلة النووية الأقل قوة - التي تبلغ قوتها حوالي 0.3 كيلو طن - لها نفس القوة التفجيرية مثل انفجار ميناء بيروت عام 2020.
ما هي الأسلحة التي ستستخدمها روسيا على الأرجح؟
تمتلك روسيا أنواعًا مختلفة من الأسلحة النووية التكتيكية، تم تصميم بعضها للاستخدام من قبل البحرية، والبعض الآخر لاستخدامه من قبل القوات الجوية والبعض الآخر لاستخدامه من قبل الجيش، إما في صواريخ قصيرة المدى أرض-أرض أو في دفاعات أرض-جو.
يختلف التأثير حسب الغرض، حيث إن اختراق ملجأ تحت الأرض، على سبيل المثال ، يتطلب قوة أكبر مما يتطلبه لإيقاف طائرة حربية قادمة.
وتمتلك روسيا مخزونات ذات أحجام مختلفة من كل هذه الأسلحة.
على سبيل المثال، يعتقد اتحاد العلماء الأمريكيين أن روسيا تمتلك نحو 500 سلاح نووي تكتيكي للقوات الجوية، وهو رقم يتضمن قنابل الجاذبية وصواريخ كروز جو - أرض.
سيتم توصيل العديد من تلك الأسلحة بواسطة الطائرات المشاركة في مهام القصف التقليدية في أوكرانيا.
وتشمل هذه الطائرات القاذفة باك فاير Tu-22 "Backfire" التي استخدمتها روسيا لضرب أوكرانيا وطائرة فولباك Su-34 "Fullback"، والتي زعمت أوكرانيا أنها أسقطتها الشهر الماضي، لكن الخبراء لا يعتقدون أن الروس سوف يستخدمون تلك الطائرات بالضرورة.
المرشح الأكثر ترجيحًا هو نظام الصواريخ 9K720 Iskander، المصنف من قبل الناتو على أنه SS-26، وهو صاروخ باليستي أرضي، لكن وفقًا لاتحاد العلماء الأمريكيين، يوجد عدد أقل بكثير من هذه النوعية في الترسانة الروسية - نحو 100 قطعة سلاح فقط، فلماذا يكون إسكندر هو نظام التوصيل النووي المفضل؟
وقال مسؤول باتحاد العلماء الأمريكيين: "ببساطة لأنه الأكثر موثوقية، والذي سيكون لديه أفضل فرصة للوصول إلى هدفه".
ما هو تأثير الضربات ؟
بحسب تقرير "واشنطن بوست"، فإن المقياس الأول الذي يجب الانتباه إليه عند تقدير القدرة التدميرية لسلاح نووي هو نتائجه، إذا كان عدد الكيلوتونات أكبر، فسيكون الانفجار أكبر والعكس صحيح.
يمكن أن تكون التضاريس عاملًا مؤثرًا، فإذا كانت هناك تلال في منطقة الانفجار، فيمكنها أن تخفف بعض الآثار الإشعاعية للضربة، وإذا كان الهدف والانفجار تحت الأرض، يمكن للأرض نفسها امتصاص جزء من قوى الضربة.
عامل آخر هو لجوء الأشخاص في منطقة الانفجار إلى مأوى مناسب، فإذا نزلت في القبو الخاص بك وبقيت هناك مع إيقاف تشغيل نظام التهوية الخاص بك لمدة ثلاثة إلى أربعة أيام، فسيختفي معظم الإشعاع الحاد، بحيث يمكنك الخروج على الأقل، ولكن في حين أن الناس قد يكونون قادرين على التنفس بسهولة أكبر في هذه المرحلة، فلا يزال يتعين عليهم التأكد من عدم تعرض إمداداتهم الغذائية والمياه للخطر.
