أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د. ماهر المعيقلي، أن الصبر من فضائل الأعمال، وأجل أخلاق الكرام، وهو نصف الإيمان، فالإيمان نصفان: صبر وشكر، ولأهمية الصبر وعُلُوِّ منزلته، جاء بيان فضله في القرآن الكريم، في أكثر من تسعين موضعا.
مجاهدة النفس
وذكر فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بالمسجد الحرام، أن الصبر زاد المسلم في كل أمر من أمور حياته، وكل مرحلة من مراحل إنجازاته، وكلما كان العبد صابرا، وصل بإذن الله لمراده، فالصبار: هو الذي يعود نفسه الهجوم على المكاره، فيجاهد نفسه على الصبر لبلوغ هدفه، فيقدم ماله وجهده ووقته، ليبلغ غايته
منازل الجنة
وقال: ابتلى الله سبحانه نبيه أيوب عليه السلام، في نفسه وماله وأبنائه، ولم يبق له من عافية بدنه، إلا قلبَه ولسانَه، وهو صابر محتسب، لا يفتأ عن ذكر ربه المجيب، ومكث في مرضه ثماني عشرة سنة، حتى عافه الجليس، وأَوْحَشَ منه الأنيس، ولم يبق أحد يحنو عليه سوى زوجه، فكانت ترعى له حقه، وتحفظ قديم إحسانه، وهي صابرة محتسبة، مع ما حل بها من فراق المال والولد، وضيق ذات اليد، وغدا بلاء أيوب عليه السلام، سلوى لكل صابر مدكر، وعابد معتبِر، والله قد يبتلي عبده الصالح، من غير هوان به عليه؛ ولكن ليبلغ بصبره واحتسابه، منزلة في الجنة أعدها الله له.
عناء وتعب
وذكر أن سيرة رسولنا الكريم، صلوات ربي وسلامه عليه، شاهدة بالعناء والتعب، وأطوار من المشقة والنصب، سواء في مكة أو المدينة، من تكذيب قومه له، واتهامه بالكهانة والسحر، والجنون والشعر، واستهزؤوا به وسخروا، وهمزوا ولمزوا، وناصبوه العداء، وآذوه أشد الإيذاء، فطرحوا الشوك في طريقه، وسلا الجزور على ظهره، وحاصروه في الشِّعب ثلاث سنين، لقي فيها البأس والجوع والشدة، بل وقد تآمروا على قتله.
همم عالية
ودعا إمام وخطيب المسجد الحرام بالصبر على طاعة الله، وعن معصية الله، وعلى أقدار الله؛ أسوة بإمام المتقين، وطمعًا فيما أعده الله تعالى للصابرين. مبينا أن الصبر من أركان الإيمان، وطريق إلى رضا الرحمن، فالصَّبر من الدين، بمنزلة الرأس من الجسد؛ فلا إيمان لِمن لا صبر له، فلذا أكَّد الرب في طلبِه، وجعله من عزم الأمور، ورتَّب عليه مزيد حبِّه، ووعد مَن اتصف به بعظيم الأجور، فأهل الصبر: هم أهل العزائم والهمم العالية.
«معاني» محمدية
وفي المدينة المنورة، تحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ أحمد بن طالب في خطبة الجمعة أمس، عن أوصاف الرسول عليه الصلاة والسلام، موصيا المسلمين بتقوى الله عز وجل سرا وجهرا. وقال فضيلته: إن أحدا من الناس مهما علا فضله واتسع علمه وكمل عقله لا يستطيع أن يحيط بمحاسن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يستقصي أنواع كماله وألوان جماله صلى الله عليه وسلم، بل كلهم عاجز عن التعبير عن تلك المعاني المحمدية والصفات المصطفية.
صفات الكمال
ولفت إلى أن حب النبي صلى الله عليه وسلم يجب أن يفوق حب النفس والآباء والأبناء والأزواج والعشيرة والتجارة والأموال وأن أسباب المحبة ترجع إلى أنواع الجمال والكمال والنوال التي اجتمعت في مجمع صفات الكمال ومحاسن الخصال صلى الله عليه وسلم. وبين فضيلته أن الله خلق نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم في أجمل صورة بشرية وأكمل خلقة آدمية وأجمع كلمة واصفة أنه لم يرد له مثيل سابق ولا نظير لاحق فقد كان أحسن الناس خَلقا وخُلقا.
بحث متقدم
