احتفت منظمة العمل الدولية بيوم المعلم الذي يصادف الخامس من أكتوبر، عبر نشر رسالة مشتركة تضم المدير العام لمنظمة العمل الدولية، والمديرة العامة لليونسكو، والمديرة التنفيذية لليونيسف، والأمين العام لمنظمة التعليم الدولية، أكدوا من خلالها أهمية عملية التعليم الشاملة، التي تبدأ بالتغيير من المعلمين أنفسهم، تحت شعار «تحويل التعليم ينطلق من المعلمين»، وكيف أن أزمة الجائحة العالمية أظهرت ثغرات في جودة التعليم، حيث بدأت الرسالة باقتباسة للفيلسوف الأمريكي التربوي جون ديوي «لا يمكنك التدريس اليوم بنفس الطريقة، التي قمت بها بالأمس لإعداد الطلاب للغد».
ففي تقرير لها منتصف الشهر الماضي أوضحت اليونيسف أن نسبة الأطفال الذين كانوا قادرين على القراءة ما قبل الجائحة هم النصف على مستوى العالم، وانخفضت إلى الثلث. وبيّنت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل المشكلة بقولها: «إن المدارس التي تفتقر إلى الموارد، والمعلمين غير المؤهلين، الذين يتقاضون رواتب منخفضة، واكتظاظ الفصول الدراسية وتقادم المناهج تقوض قدرة أطفالنا على تحقيق إمكاناتهم الكاملة، فمسار أنظمتنا التعليمية هو حتما مسار مستقبلنا، ونحن بحاجة إلى عكس الاتجاهات الحالية وإلا سنواجه عواقب الفشل في تعليم جيل بأكمله، إن انخفاض مستويات التعلم اليوم يعني فرصا أقل في الغد». وجاء في التقرير أن إغلاق المدارس لفترات طويلة، ونقص الوصول إلى التعليم الجيد خلال جائحة كوفيد 19 قد أدى إلى تفاقم أزمة التعليم الموجودة مسبقا، التي أدت إلى حرمان الملايين من الأطفال من المهارات الأساسية في الحساب ومعرفة القراءة والكتابة.
لندرك أن عملية التعليم وجودتها ومواكبتها لتطورات العصر وطفراته مقرونة بإحكام، بالإدارة التعليمية والمعلم الجيد، ليقودنا الحديث عن سوق العمل وبيئة العمل اللائقة، وكذلك عن تأهيل وتطوير المعلم، ذلك لأن اختلاف عمل المعلم عن أي مهنة أخرى يأتي من «ديمومة التعلم» والمعني بها المعلم أولا، فنحن في عصر بات كل شيء فيه دوليا حتى المنهج التعليمي وأدواته، فالتربية والتعليم اليوم يشكلان عنصرين متغيرين ومتقدمين ولا يمكن اللحاق بهما سريعا، وهما أساس كل شيء في عملية التنمية بالدولة، ذلك بسبب العوامل الخارجية.
نتفق أن المعلم هو أساس العملية التعليمية ولا يمكن أن تقود تطورا في التعليم بدونه، لذا كان تقرير منظمة العمل الدولية عن فجوة التعليم لأسباب تعود لبيئة العمل الطاردة، حيث يشهد العالم انحسارا غير مسبوق للمعلمين أدى لانخفاض أعدادهم في أجزاء من العالم. ومن الضروري اليوم حل هذه المشكلة المتفاقمة، ودعم المعلمين المؤهلين والمتحمسين.
فوفق التقديرات الأخيرة للمنظمة، هناك حاجة إلى 24.4 مليون معلم إضافي في التعليم الابتدائي وقرابة 44.4 مليون معلم للتعليم الثانوي إذا أردنا تحقيق التعليم الأساسي الشامل بحلول عام 2030. وفي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا وحدهما، هناك 24 مليون معلم إضافي مطلوب، وهو ما يمثل حوالي نصف الحاجة إلى مدرسين جدد في البلدان النامية.
هذا ونحن نتحدث عن التعليم الأساسي لا عن جودة التعليم، لذا حتى في عملية التعليم، فتش عن بيئة العمل وأساسياتها، فهي مربط المشكلة.
@hana_maki00