دخلت المظاهرات الاحتجاجية على وفاة الفتاة الإيرانية مهسا أميني أسبوعها الرابع، رغم الحملة الأمنية الشعواء التي شنتها السلطات، ما دفع نحو اتخاذ سبل غير تقليدية باختراق شبكة التلفزيون الرسمي في محاولة لإيصال الرسالة بصوت أعلى.
ويرى مراقبون أن الرغبة الشديدة في التغيير المتنامية لدى أوساط الشباب الإيراني، تظهر جيلا جديدا يحترف التكنولوجيا والقرصنة الإلكترونية، ويخوض تجربته بأدوات الإنترنت، ويحلم بواقع أفضل من السابق.
اختراق التليفزيون الرسمي الإيراني
أظهر مقطع فيديو لحظة اختراق نشرة الأخبار المسائية للتلفزيون الإيراني بمقطع فيديو للمرشد الإيراني علي خامنئي مع صور لفتيات قيل إنهن قتلن في الاحتجاجات الإيرانية، مصحوبة بشعارات احتجاجية.
وتداول المغردون مقطع الفيديو الذي سجل اللحظة حين قُطعت نشرة الأخبار المسائية بصورة خامنئي وهي تحترق، كما رافقت الفيديو كلمات "دماء شبابنا على يديك" و"نساء.. حياة.. حرية".
اختراق التلفزيون الايراني ونشر صور ضحايا المظاهرات الايرانيه وهتافات مناهضة للخامنائي..
.#أحمد_حمزه_ألنائلي pic.twitter.com/hsvrxrby7m— أحمد حمزه ألنائلي (@Ahmed1993ph) October 9, 2022
خامنئي ونظرية المؤامرة
ومع تزايد حالة الإنكار لدى السلطات الإيرانية، اعتبر خامنئي في وقت سابق أن الولايات المتحدة وإسرائيل، يقفان خلف الاحتجاجات، رافضا الاقتناع أنها تعبير عن رغبة داخلية في التغيير، وناتجة عن موقف إزاء مقتل فتاة بريئة دون ذنب.
وقال: "أقول بوضوح إن أعمال الشغب والاضطرابات تم التخطيط لها من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل ومأجوريهم وبعض الإيرانيين الخائنين في الخارج ساعدوهم".
ورأى أن "حادثة وفاة الفتاة الشابة مهسا أميني كانت مريرة وأحرقت قلبي، لكن رد الفعل دون أي تحقيق كان غير طبيعي، وأن الرد لا يكون بزعزعة الأمن في الشوارع، مشددا على أنها "لم تكن طبيعية، بل أعمال شغب مخططا لها مسبقا".
شعلة الغضب إلى الجامعات والمدارس
وتسللت شعلة الغضب إلى الجامعات والمدارس، حيث رددت الطالبات شعارات ضد السلطة الإيرانية، داعيات إلى "رحيل الملالي" وسقوط "الديكتاتور" في إشارة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي.
وهتف الشباب في العديد من الشوارع رغم الانتشار الأمني "الموت للظالم".
Protests started in Gohardasht, Alborz Province, with chanting “woman, life, freedom.” #مهسا_امینی #MahsaAmini #IranRevolutionpic.twitter.com/SVJvQrTXvN— 1500tasvir_en (@1500tasvir_en) October 8, 2022
وفي ظل القيود المفروضة على خدمة الإنترنت، تبنى المتظاهرون طرقا جديدة لإيصال رسائلهم، لعرقلة محاولات التجمهر ومنع انتشار صور الحملة الأمنية.
"لا مجال للخوف.. لسنا ذبابا"
علق المحتجون لافتة ضخمة على جسر فوق طريق سريع يمر وسط طهران تحمل عبارة "لا مجال للخوف.. سنقاتل".
وظهر شاب في تسجيل فيديو انتشر بين الرافضين الإيرانيين على مواقع التواصل الاجتماعي، يغير كلمات لافتة "الشرطة في خدمة الشعب" الحكومية إلى "الشرطة قتلة الشعب".
The video shows protesters in Naziabad, south of Tehran#مهسا_امینی #MahsaAmini #IranRevolution pic.twitter.com/m17X0E8RPz— 1500tasvir_en (@1500tasvir_en) October 8, 2022
جاءت هذا الرسائل الشعبية، ردا على الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي لم ير في أصوات الاعتراض والاحتجاج المتزايدة سوى "تراهات"، واصفا المتظاهرين في حديثه لأساتذة وطلاب جامعة الزهراء بطهران، أمس بـ"مثيري الشغب، والذباب".