يحتفل العالم بيوم البريد في الـ9 من أكتوبر كل عام، منذ أن أعلنه مؤتمر الاتحاد البريدي العالمي المنعقد في طوكيو عام 1969 يومًا عالميًا، وذلك إحياءًا لذكرى تأسيس الاتحاد البريدي العالمي عام 1874 في العاصمة السويسرية برن.
ويتمثل الغرض من تخصيص يوم للبريد في زيادة الوعي بدور القطاع البريدي في الحياة اليومية للأفراد وقطاع الأعمال، وفقًا للأمم المتحدة.
تحت شعار "البريد في خدمة كوكبنا"، نحيي اليوم العالمي للبريد
يسلط موضوع هذا العام الضوء على الطرق العديدة التي تتبع لإيصال خدمات البريد إلى منازلنا يوما بعد يوم بوسائل أنظف وأكثر مراعاة للبيئة لكي يقوم قطاع البريد بدور ريادي في المعركة ضد تغير المناخ
https://t.co/EGR84HD4cO pic.twitter.com/ZVrK5EFrfK— الأمم المتحدة (@UNarabic) October 9, 2022
نستعرض في هذا التقرير رحلة تطور البريد منذ نشأته وحتى اليوم.
ساعي البريد.. المصريون القدماء أول من يوظفه
ظهر البريد بمفهومه المتعارف عليه بعد اختراع البشر للكتابة وإقامة حضارات مستقرة، فظهر في مصر القديمة أول نظامٍ بريدي موثق تديره الدولة نحو 2400 ق.م، واعتمد القصر الفرعوني في مصر القديمة على سعاة بريد لنقل مراسيمه لمختلف أنحاء الدولة.
استعمال الحمام الزاجل لنقل الرسائل
كان الإغريق أول من استخدموا الحمام الزاجل لنقل رسائلهم وأبرز ما نقلوه عبر الحمام كان نتائج الألعاب الأولمبية اليونانية من مكان إقامتها إلى المدن البعيدة في القرن السابع قبل الميلاد، وهو مايعد تطورًا في وسيلة نقل البريد من الأرض إلى الجو.
البريد العربي.. عرف في الجاهلية وطوره المسلمون
عرف البريد عند العرب قبل مجيئ الإسلام، فكانوا يبعثون برسائلهم عبر رسل وكثيرًا ما كان ملوك العرب يستخدمون تلك الوسيلة، حتى استقرت الدولة الإسلامية وامتدت أطرافها فاحتاجت نظام بريد موسع، فاهتمت به الدولة الأموية ووضعت نظامًا بريديًا يعتمد على وسائل مختلفة مثل السعاة والحمام الزاجل.
وفي تلك المرحلة لم تكتشف طريقة جديدة لنقل البريد لكن اكتشف النظام البريدي بالمعنى النظامي الواسع فوضع لذلك شبكة مكاتب بريدية في أنحاء الدولة.
اختراع التليجراف
يعد اختراع التليجراف في القرن الـ19 ثورة تكنولوجية في مجال البريد، إذ يعد جهاز إرسال للبرقيات والنصوص عبر الأسلاك بين مناطق بعيدة في نفس الوقت، وكان يعتمد على ترميز الحروف بنبضات كهربائية ويرسلها عبر إلى آخر جهاز مُستقبل يطبع تلك النبضات.
تطور التلجراف بعد ذلك إلى التلكس، وهو عبارة عن نظام توجيه للبرقيات المشفرة، يرسلها الجهاز ويستقبلها آخر ليفك الشفرة ويقدمها مطبوعة، واخترع الجهاز في منتصف الثلاثينات من القرن العشرين، وكان له أثر بارزعلى التجارة الدولية.
ظهور الفاكس
خلال ستينيات القرن العشرين شهد البريد شكلًا أكثر تطورًا من وسائل إرسال الرسائل، إذ ظهر الفاكس الذي يستعمل الهاتف لإرسال نسخ الوثائق إلى الطرف الآخر وكان يستخدم أيضًا لارسال الصور واستقبالها.
البريد الإلكتروني ورسائل الواتساب
كانت أول رسالة تُبعث عبر البريد الإلكتروني عام 1982 باستخدام الإنترنت أرسلها ريموند توملينسون مخترع البريد الإلكتروني، لتُتاح بعدها الخدمة للجمهور وتنتشر على نطاق واسع، ولا تزال تستخدم حتى يومنا هذا.
ومع تطور الهاتف المحمول وظهور تطبيقات التواصل مثل فيسبوك وواتساب وتليجرام أصبح الناس يعتمدون عليها بشكل كبير في إرسال رسائلهم إلى أي مكان حول العالم في نفس اللحظة.