رجحت مجلة «تايم» الأمريكية فوز الرئيس البرازيلي السابق لويز إيناسيو لولا دا سيلفا بانتخابات جولة الإعادة لرئاسة البلاد بمواجهة منافسه الرئيس الحالي جايير بولسنارو، بيد أنها لفتت إلى أن ذلك الانتصار هو آخر الأخبار السارة للأول.
وبحسب مقال للكاتب «إيان بريمر»، فإن التحديات التي تنتظره وبلاده، ستكون صعبة.
أحزاب يمينية معرقلة
يقول الكاتب: "بالنسبة إلى لولا، فإن الانتصار في الانتخابات هو آخر الأخبار السارة، لأن الأحزاب اليمينية التي تدعم بولسونارو بالكونجرس، وفي العديد من السباقات على حكام الولايات، ستؤدي في الانتخابات بشكل أفضل بما سيحد من قدرته على دفع عجلة جدول أعمال اقتصادي واجتماعي طموح".
ومضى يقول: "سيفوز لولا إلى حد كبير بفضل وعوده بتعزيز الدعم الاقتصادي والاجتماعي للبرازيليين الذين يحتاجون إليه خلال الأوقات الاقتصادية الصعبة، لكن المقاومة الحازمة من المشرعين المعارضين ستحبط قدرته على زيادة الضرائب والإنفاق الحكومي".
وأشار إلى أن "الليبرالي"، وهو حزب بولسنارو، سيكون الأكبر بمجلسي الكونجرس، وستحتفظ أحزاب اليمين بنصف المقاعد في مجلس النواب.
تنازلات ضرورية
واستطرد: "ربما ينجح لولا في بناء تحالف عامل في كلا المجلسين من خلال إبرام صفقات مع أحزاب الوسط والمستقلة، وكذلك مع المشرعين المعتدلين الذين يتحالفون مع الأحزاب الموالية لبولسونارو لأسباب تكتيكية وليست أيديولوجية".
لكن، بحسب الكاتب، هذا من شأنه أن يجبر لولا على التنازلات التي تقوض خططه لإنفاق أموال الدولة لمساعدة المستهلكين على مواجهة التضخم وتخفيف التفاوت المتزايد بالثروة.
وأردف: "الفشل في تحقيق ذلك سيؤدي إلى الإضرار بشعبيته، وسيكون من الصعب التفاوض على طريقه للخروج من مأزق الكونجرس".
استجابة السوق
ويقول الكاتب: "كانت استجابة السوق الفورية لنتائج الجولة الأولى إيجابية، تعززت كل من أسعار العملة والأسهم، فالمستثمرون الذين يخشون فرض لولا لضرائب على البرازيل وإنفاقها في المشاكل المالية، رأوا أملًا كبيرًا في فرص بولسونارو بالجولة الثانية، كما أنهم يدركون أنه حتى لو فاز لولا، فإنه سيواجه مقاومة تشريعية أكبر بكثير مما كان عليه أن يواجهها خلال رئاسته الأولى".
وتابع: "كما أن بولسونارو المعارضة لن يكون لديها الأصوات لزعزعة استقرار السياسة البرازيلية من خلال تعديل دستورها أو بمحاولة عزل لولا أو قضاة المحكمة العليا التي لا تحبها".
وقت عصيب
ولفت إلى ما تشهده البرازيل هو جزء من اتجاه أكبر عبر أمريكا اللاتينية، وتابع: "سيكتشف لولا بسرعة أن الوقت عصيب بشكل متزايد فيما يتعلق بتولي السلطة في تلك المنطقة، حيث يلقي التباطؤ الاقتصادي في الصين وأمريكا بثقله على النمو".
ويشير في الختام إلى أن التضخم آخذ في الارتفاع، ولا تمتلك الحكومات سوى القليل من الأدوات لإدارته لأن ارتفاع تكلفة المعيشة هو في الأساس نتيجة التضخم في البلدان الأخرى.