تخوض كوريا الشمالية طورا جديدة من تجاربها النووية، حيث أعلنت وسائل إعلام أن الموجة الأخيرة من تجارب الصواريخ في البلاد، تعد جزءًا من سلسلة عمليات محاكاة تهدف إلى إظهار استعداد بيوج يانج لإطلاق رؤوس حربية نووية تكتيكية على أهداف محتملة في كوريا الجنوبية.
وأجرى نظام بيوج يانج تجارب على الصواريخ الباليستية 7 مرات منذ 25 سبتمبر الماضي، ونقلت وكالة الأنباء الكورية المركزية الحكومية عن الزعيم كيم جونج أون، الذي أشرف على التدريبات بنفسه، أن الاختبارات، التي تزامنت مع التدريبات العسكرية القريبة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان، أظهرت أن بيونج يانج مستعدة للرد على الوضع الإقليمي، التوترات من خلال إشراك "قواتها المسلحة الضخمة".
ووقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية إن سلسلة التدريبات لـ"وحدات العمليات النووية التكتيكية" لكوريا الشمالية أظهرت أن "قواتها القتالية النووية" "جاهزة تمامًا لضرب والقضاء على الأشياء المحددة في الأماكن المقصودة في الوقت المحدد.
وبحسب شبكة "CNN" قال جيفري لويس، مدير برنامج شرق آسيا لمنع انتشار الأسلحة النووية والأستاذ بمعهد ميدلبري للدراسات الدولية، إن تصريحات كوريا الشمالية يوم الاثنين تشير إلى تقدم محتمل في برنامجها الصاروخي.
وأوضح: "ما أجده ملحوظًا هو أن عمليات الإطلاق هذه لم يتم تأطيرها على أنها اختبارات للصواريخ نفسها، بل على أنها اختبارات للوحدات التي تطلقها، قال لويس على تويتر: "هذا يشير إلى أن هذه الأنظمة منتشرة".
أهداف أمريكية في كوريا الجنوبية
كشفت وسائل إعلام رسمية في بيونج يانج أن كوريا الشمالية اتبعت في 6 أكتوبر إجراءات من شأنها أن تبدأ في توجيه ضربة نووية تكتيكية على "منشآت القيادة العسكرية الرئيسية للأعداء" في إشارة لجارتها الجنوبية.
ومن بين المنشآت العسكرية الرئيسية في كوريا الجنوبية معسكر "همفريز" التابع للجيش الأمريكي، وهو أكبر منشأة عسكرية أمريكية خارج الولايات المتحدة يضم أكثر من 36000 جندي أمريكي وعمال مدنيين ومقاولين وأفراد عائلاتهم.
يقول الخبراء إن كوريا الشمالية قد صنعت على الأرجح بعض الرؤوس الحربية النووية، يقدرونها بنحو 20 أو 30 رأسًا حربيًا لإيصالها أساسًا بواسطة صواريخ باليستية متوسطة المدى، لكن قدرتها على تفجيرها بدقة في ساحة المعركة غير مثبتة.
وأشار المحللون إلى أنه مع تقارير يوم الاثنين، كسرت كوريا الشمالية 6 أشهر من الصمت بشأن برنامج الاختبار الخاص بها، قبل ذلك، كان يتم عادةً إتاحة إعلان وصور الاختبارات في اليوم التالي.
قال ليف إريك إيزلي، الأستاذ المساعد للدراسات الدولية في جامعة إيوا في سيول، إن بيونج يانج لديها "دوافع متعددة" للإعلان عن الأسلحة التكتيكية.
ولفت إلى أن كوريا الشمالية تريد توضيح التهديد النووي عبر تجاربها الصاروخية الأخيرة.
وحذر المسؤولون الكوريون الجنوبيون والأمريكيون في مايو من أن كوريا الشمالية ربما تستعد لأول تجربة نووية لها منذ عام 2017، مع صور الأقمار الصناعية التي تظهر نشاطًا في موقع التجارب النووية تحت الأرض.
رد الولايات المتحدة
وقال تقرير وكالة الأنباء المركزية الكورية إن التدريبات الأخيرة، من 25 سبتمبر إلى 9 أكتوبر، كانت تهدف إلى إرسال رد فعل عسكري قوي لتحذير الأعداء وللتحقق من القدرات القتالية للبلاد وتحسينها.
ووصف "كيم" في التقرير كوريا الجنوبية والولايات المتحدة بـ "الأعداء" وقال إن كوريا الشمالية لا تحتاج إلى إجراء محادثات معهم. وأكد كذلك على أن بيونج يانج ستراقب بدقة التحركات العسكرية للأعداء وتتخذ جميع الإجراءات العسكرية المضادة بقوة إذا لزم الأمر، حسبما ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية.
المناورات الأمريكية
كانت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان، قد تشاركت في التدريبات العسكرية خلال الموجة الأخيرة من التدريبات في كوريا الشمالية. وذكر بيان صادر عن قوة المهام 70 التابعة للبحرية الأمريكية أن مجموعة حاملة طائرات تابعة للبحرية الأمريكية شاركت في تدريبات ثنائية وثلاثية مع وحدات كورية جنوبية ويابانية عدة أيام اختتمت يوم السبت.
وأدان مجلس الأمن القومي في كوريا الجنوبية يوم الأحد عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية الأخيرة التي قامت بها كوريا الشمالية، وقال إن الجيش الكوري الجنوبي سيعزز بشكل أكبر موقفه الدفاعي المشترك والردع من خلال التدريبات العسكرية المشتركة مع الولايات المتحدة والتعاون الأمني الثلاثي الذي تشارك فيه اليابان.
وقالت هيئة الأركان المشتركة اليابانية إن البيئة الأمنية حول اليابان أصبحت "قاسية بشكل متزايد" وإن التدريبات مع البحرية الأمريكية تعزز قدرة التحالف على الرد على التهديدات.