ظلّ مصدر تفشي فيروس كورونا يثير الجدل منذ بدء الجائحة، فتوجهت أصابع الاتهام إلى الصين كونها المسؤولة عن الوباء، في الوقت الذي أكدت فيه بكين أن الولايات المتحدة هي التي أطلقت كوفيد – 19.
عاد الجدل مجددًا بعد أن زعم مسؤولين سابقين في الحكومة الأمريكية، أنه قبل أشهر من تفشي الفيروس التاجي في ووهان بالصين، كانت بكين تستحوذ على إمدادات معدات الوقاية الشخصية، بما يزيد الغموض حول أصول الفيروس.
قبل أشهر من تفشي الفيروس، فرضت بكين قيودًا صارمة على تصدير معدات الحماية الوقائية مثل العباءات والأقنعة، بل وبدأت في شراء الإمدادات من أوروبا والولايات المتحدة وأستراليا.
تراجع صادرات معدات الوقاية
ذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية، أنه بين أغسطس وسبتمبر عام 2019، تراجعت صادرات إمدادات معدات الوقاية إلى الولايات المتحدة بنحو النصف، ما أدى إلى دق ناقوس الخطر في الوكالات الحكومية الأمريكية الرئيسية. وأوضح المسؤولون الأمريكيون أن تخزين الإمدادات من قبل أكبر مصنع في العالم لمعدات الحماية الشخصية في الصين، يضع الجدول الزمني الحقيقي لظهور تفشي فيروس كورونا قيد الفحص.
ونقل عدد من الصحف العالمية هذه التصريحات من قبل مسؤولين في الحكومة الأمريكية بما فيهم الدكتور توم ماكجين، كبير مستشاري الصحة في وزارة الأمن الداخلي (DHS) ، والعقيد جون هوفمان، زميل أبحاث أول في معهد الدفاع عن الأغذية الأمريكي.
البضائع التي تدخل الولايات المتحدة
وبحث المسؤولون من خلال قاعدة بيانات الجمارك وحماية الحدود التي تتعقب البضائع التي تدخل الولايات المتحدة، ووفقًا لصحيفة "ديلي تلجراف" البريطانية، قال العقيد هوفمان: "بالنظر إلى نحو 3 سنوات قبل الوباء، ليس هذا هو الصعود والهبوط الطبيعي الذي يحدث في تداول أدوات الوقاية الشخصية".
وقالت شركة HCA الأمريكية للرعاية الصحية، والتي تدير نحو 200 مستشفى و2000 عيادة، إن العباءات والستائر الجراحية كانت غير متوفرة بحلول أواخر سبتمبر 2019، ما ترك المستشفيات تتدافع لإنجاز طلبات جديدة تأخرت، مؤكدة أن هذا الأمر غير اعتيادي.
وأشار ديفيد آشر، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، والذي لعب دورًا رئيسيًا في الاستجابة للوباء في الولايات المتحدة، إلى أن النقص في معدات الوقاية الشخصية في الغرب ناتج عن جهود بكين لشراء الأسهم العالمية.
الإمداد الطبيعي من الأقنعة
وقال آشر: "لقد كان ارتفاعًا مستمرًا في المشتريات الصينية، والأهم من ذلك من المستشفيات الأمريكية أبلغت أنها لم تكن قادرة على الحصول على الإمداد الطبيعي من الأقنعة والقفازات والعباءات والنظارات الواقية ".
يأتي ذلك في الوقت الذي وجد فيه تقرير الشهر الماضي، نشرته مجلة "لانسيت" الطبية المرموقة، أنه من الممكن أن يكون الفيروس قد تسرب من مختبر على يد باحثين أمريكيين.