سلطت مجلة «بوليتيكو» الضوء على تغير ديناميكيات السلطة داخل الكرملين مع ارتداد حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد أوكرانيا في صدره.
وبحسب تقرير لـ «جيمي ديتمير»، فإنه للمرة الأولى منذ عقدين من الزمن، يعتقد معارضو الرئيس الروسي أنه أقرب للرحيل عن منصبه من ذي قبل، على الرغم من اختلافهم حول الكيفية التي ستنتهي بها اللعبة، ومن قد يحل محله ومتى.
نتائج عكسية
أضاف التقرير: يعتمد الكثير على مسار الحرب التي تنقلب ضده وتقوض هالته التي لا يقهر، ومضى يقول: في الأسابيع القليلة الماضية، اندلع الاقتتال الداخلي في الكرملين إلى العلن، حيث انتقد المطلعون علنًا بعضهم البعض والقيادة العسكرية رفيعة المستوى في موسكو، واضطرت القوات الروسية المحبطة إلى التراجع بعد الهزائم المهينة في أوكرانيا، وأدت التعبئة الفاشلة غير الشعبية إلى نتائج عكسية على الجبهة الداخلية.
تغيير حاسم
يتابع الكاتب بقوله: يبدو أن كبار المسؤولين يتنافسون الآن للاستفادة من المشهد السياسي المتغير، وأردف: يجادل مراقبو الكرملين بأن ومضات المعارضة العلنية من أعضاء النخبة الروسية، بما في ذلك الزعيم الشيشاني رمضان قديروف وزعيم القوات شبه العسكرية يفغيني بريغوزين، غير مسبوقة.
وأشار إلى أن ميخائيل كاسيانوف، رئيس الوزراء من عام 2000 إلى عام 2004، يتوقع أن قبضة الرئيس على السلطة يمكن أن تنزلق فجأة.
ونقل عن كاسيانوف، الذي يعيش الآن في المنفى، قوله: في غضون 3 أو 4 أشهر، أعتقد أنه سيكون هناك تغيير حاسم.
مرحلة ما بعد بوتين
ولفت إلى أن معارضي بوتين الآخرون مع تزايد الاتهامات المتبادلة وانتقاد القادة العسكريين الروس المتزايد، يشعرون أن الحرب تمثل نقطة تحول، على أمل بداية النهاية لقيصر روسيا في الأيام الأخيرة.
ونقل عن ميخائيل خودوركوفسكي، المنفي الروسي والناقد البارز لبوتين: هل بفضل مقاومة أوكرانيا والعثرات الروسية وتكتيكات ساحة المعركة غير الكفؤة، يبدو أن المطلعين على الكرملين وغيرهم من اللاعبين السياسيين الكبار يفكرون فيما بعد بوتين.
وتابع: يعتقد خودوركوفسكي أن هذا يفسر سبب سعي بعض المطلعين في الكرملين إلى الأضواء السياسية، لا سيما قديروف وبريغوزين، وهما عادة حليفان مقربان للزعيم الروسي.
وأضاف: بصفتهم قادة في الحرب، فقد كانوا يحثون على اتخاذ إجراءات أكثر شراسة في أوكرانيا، يحرص كلا الرجلين على الظهور بالولاء، لكن خودوركوفسكي يشتبه في أنهما يلعبان لعبة مزدوجة.
ونقل عن خودوركوفسكي، قوله: بريغوجين تحت سيطرة بوتين اليوم، لكنه أيضا يستعد لما بعده، إنه يبني علاقة مع قديروف.
