دعت مجلة «ناشيونال انترست» الأمريكية، إدارة الرئيس جو بايدن إلى الإنصات إلى حلفائها في الشرق الأوسط فيما يتعلق بإيران.
وبحسب مقال لـ«أحمد الشرعي»، عاد الشرق الأوسط إلى صلب السياسة الأمريكية هذا الأسبوع بحدثين مذهلين وضعا الولايات المتحدة في منطقة تعيد إلى الأذهان عام 1979، عندما اهتزت البلاد بصدمات النفط وانتفاضة الشوارع في إيران.
شكوك في مصداقية أمريكا
أشار الكاتب إلى أن الحدث الأول هو إعلان منظمة أوبك+ عن خطط لخفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميًا، مما أدى إلى اضطراب الأسواق العالمية، وأردف: سيؤدي تقلص المعروض من النفط إلى ارتفاع الأسعار في جميع أنحاء العالم وتفاقم التضخم، عادة ما تؤدي الخسائر المفاجئة في القدرة الشرائية الاستهلاكية إلى اضطرابات سياسية.
ولفت إلى أن الثاني يتمثل بالاحتجاجات التي اجتاحت المدن الإيرانية الرئيسية، ومضى بالقول: نتيجة لذلك، قد لا تكون طهران قادرة على تجديد الاتفاق النووي، وقد تتضاءل بشكل حاد قدرتها على كبح جماح الجماعات الإرهابية متعددة الجنسيات التي تمولها، سيحتاج النظام إلى المتشددين للحفاظ على السلطة.
وأكد على أن كلا الحدثين يشكك بمصداقية الولايات المتحدة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
إيران تهدد أمن المنطقة
وأوضح المقال أن قرار أوبك+ يأتي قبل أقل من شهر من انتخابات الكونجرس النصفية، ما قد يسبب ألما سياسيا لإدارة بايدن، مشيرا إلى أن القرار وما يتسبب فيه من ارتفاع أسعار أمر جيد لروسيا.
وأضاف: إن تخفيض أوبك+ لإمدادات النفط هو علامة على مدى التباعد بين الرياض وواشنطن الآن.
ومضى يقول: في غضون ذلك، يشعر جميع قادة الخليج بالقلق من أن الولايات المتحدة تريد السعي لـ"تحقيق تسوية مع إيران"، التي تهدد السلام والأمن بالمنطقة.
ولفت الكاتب لهجمات شنها متشددون مدعومون من إيران على موارد للنفط بالسعودية، وتحريضهم على زعزعة استقرار البحرين، والصواريخ التي أطلقت من اليمن إلى الأراضي السعودية والإماراتية.
نظام إرهابي
وتابع: التوقيع على الاتفاق النووي يعني أن النظام الإرهابي سيحصل على الفور على حوالي 6 مليارات دولار، إضافة إلى 90 مليار دولار بالسنة الأولى وعشرات المليارات أخرى في السنوات التالية.
واستطرد: لنفترض أن جزءًا صغيرًا فقط من هذه الأموال الإضافية سيخصص للإرهاب، ومن ثم فإن التحدي الذي نواجهه لمنع الأعمال الإجرامية سيكون هائلاً، وأكد على أن هذه إحدى نقاط الضعف الواضحة في الاتفاقية التي ستجعل إيران أقرب إلى تحقيق برنامجها النووي
عودة إلى السياسات القديمة
يقول الكاتب: يجب على واشنطن أن تعود إلى سياسات منع إيران من الحصول على أسلحة نووية، والاستمرار في مساعدة المعارضين للنظام، ومساعدة الاتحادات والمنظمات غير الربحية المحلية داخل البلد وخارجه.
وأضاف: كما يجب على واشنطن أيضًا أن تستمر في فرض عقوبات على وكلاء القمع الإيراني القاتل، مشددا على أن هذه السياسات ستطمئن الحلفاء وتكسب دعمًا واسعًا بالداخل الأمريكي.
وأردف: يزدحم العالم بأزمات أخرى، لا سيما الحرب في أوكرانيا وأزمتي الغذاء والطاقة اللتين أطلقتهما، سيكون من الحكمة أن تتجنب أمريكا خلق أزمات جديدة.
إنصات للحلفاء
يواصل الكاتب قائلا: إن الخروج من الأزمة قبل ظهورها بالكامل يقتضي الاستمرار في عزل النظام المترنح وإعادة بناء علاقات أمريكا الاستراتيجية مع دول الخليج، ويعني العودة إلى السياسات التي طمأنت حلفاءها على مدى الـ 40 سنة الماضية.
وأضاف: يتحدث الآن حلفاء واشنطن المتنوعون في الشرق الأوسط بصوت واحد عن مخاطر إيران، يجب على أمريكا الإنصات.
واختتم بقوله: إذا لم يحدث ذلك، فقد تعاني إدارة بايدن من فقدان مفاجئ للثقة في أمريكا، لم يفت الأوان بعد لتغيير المسار وتجنب تكرار التاريخ.