مازالت السيارات الكهربائية لم تثبت نفسها في بعض المجتمعات، فعلى الرغم من أنها الخيار الأقل تلويثًا للبيئة، فإن أسعارها المرتفعة مقارنة بالسيارات التقليدية ذات محركات الاحتراق الداخلي، وبخاصة في الدول النامية، جعلت من حيازتها في هذه الدول صعبًا للغاية.
وعلى الجانب الأخر منعت بعض الدول الأكثر تقدمًا بيع السيارات التقليدية وعلى رأسها الولايات المتحدة، حيث أعلنت حاكمة نيويورك كاثي هوشول حاكمة نيويورك العديد، تغيير القوانين لحظر بيع سيارات محركات الاحتراق الداخلي الجديدة، حيث وضع الاقتراح خطة الدولة لزيادة بيع المركبات عديمة الانبعاثات، على مدى السنوات الـ 13 المقبلة، فمن المتوقع أن تمثل مبيعات السيارات الصديقة للبيئة Zero-emissions vehicle نحو 35% من إجمالي مبيعات السيارات الجديدة بحلول عام 2026، و 68% بحلول عام 2030، و 100% بحلول عام 2035.
ولم تكن ولاية نيوروك الولاية الوحيدة، فقبلها أقر مجلس جودة الهواء في ولاية كاليفورنيا قرار يلزم جميع السيارات والشاحنات بأن تكون خالية من الانبعاثات الضارة بحلول عام 2035
ويضع النص إطارا قانونيا للأهداف البيئية التي حددها في سبتمبر 2020 حاكم الولاية الديمقراطي جافين نيوسوم والتي يتوقع أن تشجع ولايات أخرى على أن حذو حذوها. ويحظر النص، على مراحل، بيع السيارات الجديدة العاملة على البنزين أو المازوت.
أوروبا تبلغ الحياد الكربوني في 20250
وفي نهاية يونيو وافقت الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على حظر بيع السيارات الجديدة العاملة بالمحركات الحرارية مثل البنزين والديزل اعتبارا من 2035، لبلوغ الحياد الكربوني في أوروبا بحلول 2050.
وبحسب "بلومبرج"، فإن الاتفاق على الشكل النهائي لما يسمى بـ "حزمة الحد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري" والتي يطلق عليها الاتحاد "Fit for 55"، سيجعل معظم شركات السيارات تتحول إلى إنتاج نماذج كهربائية في فترة تزيد قليلًا على عقد من الزمان.
وقال رئيس لجنة البيئة في البرلمان الأوروبي باسكال كانفان أن نهاية المحركات الحرارية في "2035 تشكل الحل الوسط الصحيح بين 2030، وهو تاريخ مبكر جداً على المستوى الصناعي والاجتماعي، و2040 وهو تاريخ متأخر جداً على المستوى المناخي".
صناعة السيارات
هذه الأهداف الطموحة للحفاظ على البيئة، قد تطوى صفحة صناعة السيارات في القارة الأوروبية التي بدأتها منذ أكثر من قرن، حيث هيمنت القارة العجوز، مهد بعض أهم شركات تصنيع السيارات العالمية، على الابتكار في هذا القطاع، وتصنع الشركات الأوروبية محركات حرارية تُصنف الأكثر كفاءة في العالم.
وفرضت أوروبا بداية من 2020 على الشركات المصنعة حداً أقصى لانبعاثات السيارات مقداره 95 جراماً من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلومتر، والذي كان من المقرر خفضه بنسبة 37.5% في عام 2030، ففي يناير 2021 أعلنت شركة جنرال موتورز أنها ستوقف تصنيع السيارات ذات الانبعاثات الملوثة بحلول العام 2035.
كما أعلنت شركة "فولكس فاجن" التي تستحوذ على ربع مبيعات السيارات في أوروبا، الانضمام إلى شركة "تيسلا" الأميركية في الترويج للمركبات العاملة بالكامل بالكهرباء، وفي وفي يونيو الماضي، أعلنت الشركة الألمانية أنها ستتوقف عن بيع المحركات العاملة بالوقود في أوروبا بين عامي 2033 و2035
وقال رئيس الرابطة الأوروبية للمصنعين أوليفر زيبسه، إنه إذا اعتمد الاتحاد الأوروبي تدابير مصاحبة لتطوير محطات الشحن الكهربائي، سيكون الاتحاد منفتح على تخفيضات إضافية لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون عام 2030
.