جددت مجلة «ناشيونال انترست» الأمريكية تأكيدها أن تأثير الحرب في أوكرانيا سيمتد إلى ما هو أبعد من أوروبا.
وبحسب تقرير للمجلة، لا يمكن استيعاب نزاعات مثل الحرب في أوكرانيا إلا من خلال فهمها من منظور الأنماط التاريخية.
روايات تاريخية
يقول التقرير: سواء كانت أوكرانيا، أو الرأي العام الروسي والأمريكي، فكلها تعيد أصول الصراع وتداعياته إما إلى الحرب العالمية الثانية أو "الباردة"، مضيفا: تتهم روسيا أوكرانيا بنشر النازيين الجدد ضد الأقليات العرقية، بينما يقارن الرئيس فولوديمير زيلينسكي الإجراءات الروسية بالهولوكوست، في غضون ذلك، يتحدث الجميع عن استمرار الحرب الباردة، هذه المرة بين موسكو وبكين من ناحية والغرب من ناحية أخرى.
وأردف: مثلما حدث في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر، أتاحت الحرب للغرب فرصة لإعادة تشكيل نفسه على رأس نظام عالمي جديد.
فشل الوحدة الغربية
تقرير المجلة يضيف: يبدو أن فشل الحرب على الإرهاب في تحقيق أهدافها جعل من الحرب الدائرة الآن ذات هدف أبعد من محاولات هزيمة الأعداء، وهو إقامة نظام إقليمي وعالمي جديد، وهذا ما يفسر تحركاتهم غير المسبوقة وكذلك الخطاب السياسي المتضخم.
ومضى يقول: بدلاً من التحول إلى جبهة متجددة وموحدة، حطم غزو العراق أي فكرة عن الوحدة الغربية، وتابع: مع استمرار الحرب، من المرجح أن تظهر المزيد من الشقوق والتباينات داخل الجبهة الغربية.
زوايا مختلفة
أشارت المجلة إلى أنه في الواقع هذا يحدث بالفعل، موضحا أنه حتى عندما يتعلق الأمر بالهدف الاستراتيجي المتمثل في رفض الطموحات الروسية ودعم أوكرانيا لا يرى الجميع الأمور بنفس المنظور.
وأضافت: على سبيل المثال، حث كبير مستشاري السياسة الخارجية الألمانية أوروبا على عدم إغفال علاقاتها طويلة الأمد مع روسيا، بينما دعا في الوقت نفسه إلى اتباع مسار أكثر حرصًا وحذرًا تجاه الصين.
وتابع: بالإضافة إلى عدم ثقتهم في النوايا والقدرات الغربية، فإن غير المتحاربين في أجزاء أخرى من العالم يعرفون أيضًا أن روسيا لا تمتلك جزءًا صغيرًا من القوة القسرية التي يمتلكها الغرب، وبالتالي لا يمكنها التطلع إلى الهيمنة العالمية.
الاعتبارات الإقليمية
وأردف: في الواقع، على الرغم من الروايات التي طرحها المعلقون الأوروبيون والأمريكيون حول هذه الحرب، بالنسبة للعديد من البلدان خارج هذا النادي، فإن الاعتبارات والتصورات على المستوى الإقليمي هي التي تحدد السياسات تجاه الحرب والشؤون العالمية.
التقرير بختامه يقول: الشرق الأوسط مثال على ذلك. على الرغم من المناشدات العديدة من الغرب وزيارة الرئيس جو بايدن إلى المنطقة، تواصل دول مثل السعودية والإمارات الانخراط في عملية توازن جيوسياسي بين الغرب وروسيا.