كرّم رئيس نادي الأحساء الأدبي جريدة «اليوم» ممثلة برئيس التحرير عمر الشدي، وذلك عقب المحاضرة الإعلامية التي نظمها النادي بالشراكة مع هيئة الصحفيين السعوديين بالأحساء، وكرّم أيضًا الإعلاميين والإعلاميات المشاركين في المحاضرة.
وتحدث خلال المحاضرة أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود، د. تركي بن فهد العيار، عضو مجلس إدارة منتدى الخبرة السعودي وعضو هيئة الصحفيين السعوديين، وذلك على مسرح النادي مساء الثلاثاء، وتناولت موضوع «الصحافة الورقية وبريقها الخافت».
جاءت المحاضرة انطلاقًا من التعاون الثقافي والإعلامي القائم بين النادي وهيئة الصحفيين السعوديين فرع الأحساء، لتقديم ما من شأنه خدمة المشهد الثقافي والإعلامي في المحافظة.
بريق الصحافة الورقية
وبدأت المحاضرة بالتعريف بسيرة فهد العيار وحياته وبداياته في الإعلام، وحاوره رئيس الإعلام المؤسسي في غرفة الأحساء خالد القحطاني، بعد ذلك تناول العيار 40 مؤشرًا لتلاشي بريق الصحافة الورقية، منها انخفاض عوائد الإعلانات الحكومية والفردية والمبوبة بشكل ملحوظ، والتي تشكل المورد الرئيسي للصحف بل هو عصب حياتها، وذلك بسبب تفوق الإعلان الرقمي.
إضافة إلى ضعف المبيعات، إذ قل شراء الصحف الورقية وبالتالي اختفاؤها من المكتبات ومراكز التسوق، وقلة الاشتراكات أو ايقافها سواء على مستوى الأفراد أو الأجهزه الحكومية والقطاع الخاص، بالرغم من العروض الترويجية العديدة التي تقدمها الصحف الورقية للقراء، سواء بالخصومات أو الجوائز.
تقليص عدد المنسوبين
وأشار إلى أن أحد أبرز المؤشرات هو تقليص عدد منسوبي الصحيفة بإحالة بعض المتفرغين أصحاب المناصب القيادية إلى التقاعد، وإيقاف بعض المتعاونين عن العمل، وإنهاء خدمات بعض المتعاقدين.
إضافة إلى تقليص عدد صفحات الصحيفة إلى النصف أو أقل، وإلغاء بعض الصفحات المتخصصة، والتركيز أكثر على المحليات حتى باتت الكثير من الصحف لا تزيد على 20 صفحة، وتقليص عدد الصفحات الملونة لأنها مكلفه وتزيد من الأعباء المالية.
تقليل عدد النسخ
وأوضح أن هناك تقليصًا في عدد النسخ المطبوعة إلى أكثر من النصف، وإيقاف الطبعات، والاكتفاء بطبعة واحدة تصدر الساعه 2 ليلًا، وأن هناك أيضًا تزايدًا للاهتمام بالنسخة الإلكترونية أكثر من النسخة الورقية، ولجوء الصحف الورقية إلى تمرير أخبارها وحواراتها ومقالاتها من خلال حساباتها في منصات التواصل الاجتماعي وتحديدا «تويتر».
ونوه إلى أن عدم تعاون وتجاوب بعض المسؤولين في الأجهزة الحكومية في إجراء الحوارات الصحفية لإيمانهم بضعف مقروئية الصحف الورقية يُعد مؤشرًا أيضًا، وتأسيس منصات إلكترونية للمحافظة على قراء الصحيفة الورقية واستقطاب قراء جدد.
مواجهة الاختناقات المالية
وأضاف: من المؤشرات أيضًا تأجير جزء من مباني الصحيفة الورقية ومكاتبها إلى جهات أخرى غير صحفية، لعلها تساعد في مواجهة الاختناقات المالية، إضافة إلى عزوف كبار الكتاب المعروفين عن الكتابة في الصحف الورقية، وتقليل مكافآت الكُتّاب إلى النصف أو إيقافها، وكذلك رواتب العاملين في الصحيفة، إضافة إلى توزيع بعض الصحف الورقية مجانًا في بعض الجامعات وصالات الانتظار في وسائل النقل، كما أنها لم تعد مصادر رئيسة للبحوث والدراسات كالسابق، مؤكدًا أن الصحف الورقية لم تعد سلطة رابعة، ولم يعد بلاط صاحبة الجلالة كما عهدناه.