بناء الأمم يأتي بحسن الاستثمار في أجيالها.. ومن هذا المنطلق تأتي أهمية جودة التعليم وهو ما يلتقي مع إستراتيجية تمثل نهجا راسخا في ثوابت حكومة المملكة العربية السعودية منذ مراحل التأسيس وحتى هذا العهد الزاهر الميمون.. فالارتقاء بأساليب التعليم والحرص على أن تكون مخرجاته متوافقة مع الاحتياجات المأمولة بما ينعكس بصورة إيجابية على مسيرة التنمية الوطنية.. وهذه التفاصيل تأتي كأولوية لدى الدولة وفق رؤية طموحة ترتقي بكل أطر الحاضر وتستشرف آفاق المستقبل.
هنا نقف عند مواصلة الجامعات السعودية تميّزها في المؤشرات العالمية لتصنيف الجامعات، محقّقة قفزة نوعية بزيادة 40 % عن العام الماضي بعد صدور تصنيف التايمز للجامعات العالمية في نسخته الأخيرة أمس الأربعاء 12 أكتوبر 2022.. وما شملته نتائج التصنيف المعلنة إدراج 21 جامعة سعودية ضمن الجامعات العالمية في مؤشرات التصنيف ومعاييره الجامعية، حيث دخلت 6 جامعات في التصنيف لأول مرة، كما حقّقت 7 جامعات أخرى تقدّماً في مراكزها، وحافظت 6 جامعات على مراكزها السابقة، بما يسهم في بقاء الجامعات السعودية ضمن مراكز متقدمة، وتفصلها مرتبة واحدة عن قائمة أفضل 100 جامعة عالمية؛ حيث حلّت جامعة الملك عبدالعزيز في المركز 101 عالمياً متصدرة بذلك الجامعات السعودية، تلتها جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، التي جاءت ضمن مجموعة (201-250)، ثم جامعة الملك سعود، التي جاءت ضمن مجموعة (251-300).. فهذه التفاصيل الآنفة الذكر وبقية ما ورد في خبر تقدم الجامعات السعودية في التصنيفات العالمية.. جميعها تأتي كدلالة جديدة على حجم الاهتمام والرعاية والتضحيات اللامحدودة، التي بذلتها حكومة المملكة العربية السعودية في سبيل الارتقاء بالمنظومة التعليمية إجمالا والتعليم الجامعي على وجه التحديد.
ما يتم في سبيل تطوير التعليم بالمملكة العربية السعودية وفق مستهدفات رؤية 2030 يأتي كأحد أطر المشهد المتكامل للنهضة الشاملة، التي تسير وفق رؤية وطموح القيادة الحكيمة لتعزيز ريادة الدولة بما يلتقي مع مكانتها القيادية والمؤثرة بين بقية دول العالم بصورة تحقق الاستدامة في ريادتها وتفوق قدراتها في كل المجالات.