عزيزي القارئ إذا وصلتك رسالة بدايتها انتبه. نصيحة انتبه لمحتواها وإذا بدايتها (عاجل) لا تستعجل أمر الله من سعة كما يقال وما لم تسمعه أو تشاهده اليوم بكرة بتمل منه، اتصل بي أحد الزملاء وكان منزعجا جدا مما وصفه ظلما من قبل إدارة المرور، التي أقدمت على (تدبيل) المخالفات دون أن تتم توعية المجتمع بهذه التغييرات واستمر في التنفيس وكان سبب غضبه تلك الرسالة الصوتية، التي انتشرت بين المجموعات (الواتسابية) محذرا صاحبها الجميع أن ينتبهوا من قرارات المرور الجديدة في (تدبيل) المخالفات، وعلى الرغم من أنها شائعة ولم تصدر عن إدارة المرور، فوق ذلك كانت ركيكة وبها مغالطات يتضح لمَن يحكم عقله أنها (مع جنبها) المهم الرسالة انتشرت انتشار النار في الهشيم، وهذا الانتشار مؤشر على أن معدل الوعي المجتمعي لدينا مازال (مضروب)، والدليل انتشار هذه الرسالة المكذوبة والمنسوبة على أنها صادرة من إدارة المرور، نستغرب كيف يتم تداول أي شائعة بغض النظر عن محتواها دون أن يكلف كل شخص توصله مثل تلك الرسالة أو غيرها التأكد من مصداقيتها ومصدرها، فمثل هذه الأخبار التي تهدف إلى نشر البلية وتأليب الرأي العام خلفها أعداء على شكل أفراد عصابات ومؤسسات يعملون ليل نهار للنيل من الوطن وأمنه، ولذا كل مَن يمرر أي خبر مكذوب إنه يساهم في الجرم فلا نكن ممن يستغلهم الأعداء.
وهنا تقع المسؤولية على كل إدارة حكومية تخصها الشائعة أن يسارعوا في نفيها وجميل ما قام به الحساب الرسمي لإدارة المرور بتويتر في أقل من نصف ساعة بعد تداول تلك الرسالة، حيث دون هذه التغريدة (الإدارة العامة للمرور تنوه بالحرص على أخذ الأخبار من مصادرها الرسمية). تمنيت لو تمت الإشارة لتلك الرسالة الصوتية الخاصة بموضوع المخالفات ولذا يتوجب علينا جميعا الحرص على البحث والتحري عن كل خبر يصلنا سواء كان مكتوبا أو رسالة صوتية أو مقطعا، وليس هناك أي عناء في عملية التأكد، فكلما زاد الوعي المجتمعي بأضرار الشائعات يزيد معه قوة تماسك المجتمع وقوته وعندما يقل الوعي يزداد معه نجاح ترويج الأكاذيب والشائعات.. إلخ. وهذه أمور بديهية ولا تخفى على كل ذي لب كيف أصبحت حياة وأمن الشعوب المجاورة بعد غياب الأمن!!
وأهداف مَن ينشر الشائعات والأكاذيب تتفاوت، منهم مَن يهدف لسرقة أموال ضحاياهم ممن يقع في شباكهم، وهذا أهون علينا رغم ضخامة الأموال المسروقة ممن يخطط لسرقة الوطن عن طريق الإخلال بأمنه.
واختم بجملة الأمير نايف -رحمه الله-، المواطن رجل الأمن الأول، وهذه الثقة من سمو الأمير تضاعف من المسؤولية على كل مواطن أن يضع أمن وطنه نصب عينيه فلا يتفاعل مع الأخبار الكاذبة عن طريق إعادة نشرها.
Saleh_hunaitem@