أثارت قصيدة الشاعر صالح الهنيدي جدلًا كبيرًا وحوارًا ساخنًا حول بحور الشعر والتجديد فيها، والالتزام ببحور الشعر المعروفة وجواز ذلك من عدمه، إذ هاجم عدد من المتداخلين كتابة الشاعر في بحر سمّاه «البحر الهنيدي» خارج بحور الخليل بن أحمد الفراهيدي في قصيدته الأخيرة في الأمسية الشعرية السادسة عشرة.
أُقيمت الأمسية ضمن فاعليات الطائف عاصمة الشعر العربي 2022، في نادي الطائف الأدبي الثقافي بتنظيم من جماعة فرقد الإبداعية، التي امتدت لثلاث جولات مساء أمس الثلاثاء، لعدد من مبدعي الجماعة، والتي شارك فيها كل من الشعراء عاصم الزهراني وخالد قاسم وصالح الهنيدي، وقدموا العديد من النصوص الشعرية التي لاقت إعجاب واستحسان الحضور.
عاصمة الشعر
وبدأ مدير الأمسية محمد سعيد المالكي بالتعريف بالضيوف وذكر سيرهم الذاتية والأدبية والإبداعية، ومنح لكل مشارك 3 جولات لقراءة النصوص الشعرية، وبدأ الشاعر عاصم الزهراني بقراءة عدد من النصوص، ومما قال في إحدى قصائده عن الطائف:
عروسة الغيم ضمي الغيم وابتهجي
وعانقي الودق فالعلياء وابتسمي
فاليوم أنت لأهل الشعر عاصمة
هزي القصائد في الأرجاء واغتنمي
عام من الشعر ما أزكى نسائمه
قد زف بالورد والإنشاد والنغم
فلتدخل الصرح يا أوزان قافيتي
من باب من عبروا للمجد والقيم
سليل المجد
فيما ألقى خالد قاسم عددًا من النصوص الإبداعية المتنوعة والمتميزة ومما قال في قصيدة عن الطائف أيضا:
أتيت من مصر بالقرطاس والقلم
أحيي شعبا سليل المجد والشيم
حملت حبا علا من شعبها لكمو
كأنني جئتكم من مصر بالهرم
يا طائف الشعر ينمو الشعر في بلد
توحد اليوم بالأخلاق والقيم
تعطر الورد من غيماتها سحبا
كأنه سال «ماء الورد» من قمم
فإن لمست زهورا من حدائقها
فقد لمست كفوف الناس بالكرم
حفيف القوافل
وألقى صالح الهنيدي نصًا عنوانه «حفيف القوافل»:
كلما جئت من حفيف القوافل
هز أغصان لهفتي ألف آفل
وتساوت مدائن الشوق عندي
بين فرضية وأخرى تنافل
والبريق الذي يخبئ عني
لغة الضوء لم يكن غير جافل
فض النزاع
ثم فتح مدير الأمسية المجال لمداخلات وتعليقات الحضور، فتداخل كل من: الشعراء طارق يس الطاهر، وأنس الزهراني ويبات الفايد.
وفي نهاية الأمسية طرح رئيس النادي الأدبي الثقافي بالطائف عطا الله الجعيد أثناء مداخلته اقتراحًا بفض النزاع حول الجدل الذي دار حول البحر الجديد الذي اخترعه الشاعر صالح الهنيدي، بأن يصطحب الجميع مع الباحث محمد العدواني لزيارة سوق عكاظ، والبحث عن أحد الآبار ومحاكاة ما كان يقوم به الخليل بن أحمد الفراهيدي عندما أسس بحور الشعر بتلحين القصائد في الآبار، ومعرفة موسيقاها حسب ما يروى، ثم كرّم بعد ذلك الشعراء ومدير الأمسية والتقط الصور التذكارية معهم.
