من السعودية ثم مصر ثم إلى الكويت، وبأيدِ خالية لا تحمل معها إلى الفضول تجاه ما تحمله لها هذه الأماكن، منذ 2012 تنقلت الفنانة الهولندية كارولاين هيفرز بين هذه المناطق لتكسب من كل منطقة شيئأ يلهمها فكرة إحدى لوحاتها.
جاءت فكرة معرضها الحاليّ المقام في صالة نايلا جاليري للفنون بالرياض من «السوق»، لأنها لا ترى أنه يوجد مكان أكثر لمعرفة ماهية المنطقة أكثر من «السوق»، المعرض هو الثالث لها، ويضم نحو 65 لوحة تتمثل جميعها في نفس الثيمة، وجاء بعنوان «Sampling Souqs».
مكان نابض بالفن
وفي حديثها لـ«اليوم» قالت هيفرز: السوق هو المكان النابض للمدن والمجتمعات، لأن المدن ولدت من هناك، كما أن زيارة السوق تعني أن أغمر نفسي في مكان جديد ومعرفة وفهم الثقافة المحلية للمنطقة.
وأضافت: دائمًا ما يبهرني أن أكون محاطة بمكان مليء بالطاقة والروح الموجودة في الأسواق، فهناك ما يجذبني ويبقى في عقلي، من فواكة وخضار وبهارات وعربات طعام ومقاه، لتصبح بعد ذلك تجربة أريد أن أرويها وقصة أحكيها بفني ولوحاتي كوني فنانة بصرية، من هنا جاءت هذه المجموعة المتنوعة من السلسلة التي أحيكها من وجهة نظري كفنانة وامرأة هولندية.
تشابه الأسواق والمنتجات
وحول التشابه بين الأسواق في الدول العربية وهولندا على وجه التحديد، أكدت وجود تشابه كبير، كون الأسواق في كل مكان هي أساس المدن، ولكن تختلف المنتتجات من منطقة إلى أخرى، إضافة إلى الروح المختلفة التي تخلقها المناسبات مثل موسم «رمضان» في الأسواق العربية، مشيرة إلى أن هذا الاختلاف هو طريقة جيدة للتعلم أكثر.
تألق الحركة الإبداعية
وعن الحركة الفنية في السعودية، قالت إنها حين وصلت إلى المملكة عام 2012، كانت بداية الحركة الفنية في المملكة، إضافة إلى عدم وجود معارض فنية متخصصة كثيرة في ذلك الوقت، أما الآن فإن ما يحدث مذهل جدًا، وأصبح الجميع مهتمون بالفنون بأنواعها، كما أن هذا الاهتمام أصبح مدعومًا من الجهات الرسمية والحكومية، وأصبحت تروج للفنون وحضورها وتفعيلها.
وقت البدء والعمل
وأشارت إلى أن علاقتها العميقة مع «نايلا جاليري» أتاحت لها أن تعرض أعمالها فيه للمرة الثالثة، بالرغم من وجودها حاليًا في دولة الكويت، وتابعت: من الجميل أني عدت إلى المملكة بالرغم من أني لا أعيش هنا، وأتمنى لجميع السعوديين المزيد من التقدم والتوفيق، وبكل صدق لا يزال قلبي معلقا في مدينة الرياض.
واختتمت حديثها بكلمة إلى جيل الشباب المحبين والمهتمين للفن قائلة: «إنه وقت البدء والعمل».
