اشتعلت توترات جديدة بين الكوريتين، حيث حلّقت طائرات حربية لكوريا الشمالية بالقرب من حدود جارتها، وإطلاق أحدث صاروخ في سلسلة من الصواريخ، بينما تجري الجنوبية تدريبات بالمدفعية بالذخيرة الحية.
واقتربت الطائرات الكورية الشمالية من منطقة حظر الطيران التي تقع على الحدود صباح الجمعة، وفقًا لهيئة الأركان المشتركة في الجنوب، وهي خطوة تأتي من طرف بيونج يانج بعد ساعات فقط من إطلاق صاروخي جديد.
وقالت هيئة الأركان المشتركة الجنوبية إن طائرات كوريا الشمالية كانت في وقت من الأوقات على بعد 12 كيلومترا من الحد الشمالي لخط ترسيم الحدود العسكري الذي يمتد أسفل وسط المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل الكوريتين.
سيول من جهتها ردت سريعًا، بإطلاق طائرات مقاتلة من طراز F-35 .
بيونج يانج "رد فعل"
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية إن هذه الإجراءات جاءت ردا على 10 ساعات من تدريبات المدفعية بالذخيرة الحية لكوريا الجنوبية بالقرب من الحدود.
فيما أكد الجيش الكوري الجنوبي أن مناورة مدفعية أجريت على بعد 10 كيلومترات من الحدود، لكنه قال إنها لم تنتهك اتفاقًا مع كوريا الشمالية ينظم مثل هذه التدريبات، بحسب ما نقلته CNN.
واتهمت سيول جارتها بيونج يانج أنها انتهكت الاتفاق في وقت سابق بإطلاق 170 طلقة مدفعية في البحر قبالة ساحلها الغربي.
انتهاك المناطق العازلة
وقالت هيئة الأركان المشتركة إن القصف المدفعي على المناطق البحرية العازلة هو انتهاك واضح لاتفاق 19 سبتمبر العسكري، وإطلاق صواريخ باليستية قصيرة المدى يعد انتهاكًا لقرارات مجلس الأمن الدولي.
وأضافت: نحن نحذر بشدة من الاستفزازات المتكررة من قبل كوريا الشمالية ونحث بشدة بيونج يانج على وقف تلك الممارسات على الفور.
التهديد النووي يشعل الأزمة
التصعيد المتبادل يأتي بعد ساعات فقط من تحذير الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون من أن قواته النووية مستعدة تمامًا لخوض "حرب فعلية".
وقال كيم في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء المركزية الكورية: "قواتنا القتالية النووية ... أثبتت مرة أخرى استعدادها الكامل لحرب فعلية لوضع الأعداء تحت سيطرتهم".
جاء بيان كيم الناري، بعد أن أشرف على تجربة يوم الأربعاء لصواريخ كروز بعيدة المدى فوق المياه غرب شبه الجزيرة الكورية، وفقًا لوكالة الأنباء المركزية الكورية.
وكسرت وسائل الإعلام الحكومية في كوريا الشمالية ستة أشهر من الصمت بسبب سلسلة تجارب الصواريخ هذا العام، مدعية أنها تهدف إلى إظهار استعداد بيونج يانج لإطلاق رؤوس حربية نووية تكتيكية على أهداف محتملة في كوريا الجنوبية.
وأوضحت الوكالة أن الاختبارات أظهرت أن قوات البلاد على استعداد تام لضرب والقضاء على الأشياء المحددة في الأماكن المقصودة في الوقت المحدد.
عقوبات كوريا الجنوبية
وردا على تجارب بيونج يانج الصاروخية المتكررة، فرض سيول أول عقوبة أحادية الجانب على كوريا الشمالية منذ عام 2017.
وقالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية في بيان صحفي إن العقوبات تستهدف 15 فردًا "ساهموا في جلب الإمدادات المتعلقة بتمويل أسلحة الدمار الشامل في كوريا الشمالية وتطوير الصواريخ".
وقالت الوزارة إن العقوبات تستهدف أيضا 16 منظمة شاركت في تهرب كوريا الشمالية من عقوبات الأمم المتحدة.
وذكرت الوزارة أن حكومة كوريا الجنوبية تتوقع أن يكون للعقوبات "تأثير منع معاملات الأموال غير المشروعة مع هذه الوكالات والأفراد الكوريين الشماليين وتذكير المجتمع المحلي والدولي بمخاطر التعامل معهم".
فرضت كوريا الجنوبية حتى الآن عقوبات مستقلة على 109 أفراد و 89 وكالة.
