يتواصل الغضب الليبي مع استمرار التدخل التركي في الشؤون الداخلية الليبية، وشدد عدد من السياسين والدبلوماسين في تصريحات لـ«اليوم» على أن حكومة عبد الحميد الدبيبة تفرط بسيادة البلاد وطالبوا بضرورة التدخل الدولي لوقف ما اسموه بالاعتداء على سيادة بلادهم.
وقال السياسي الليبي والدبلوماسي رضوان الفيتوري: التدخل التركي واضح في شؤونا الداخلية بوجود قاعدة عسكرية في معتيقة في العاصمة طرابلس، إضافة للاتفاق الأخير الذي وقعته أنقرة مع الحكومة المنتهية ولايتها برئاسة عبد الحميد الدبيبة للتنقيب عن الغاز والنفط وهو اعتداء سافر على سيادة ووحدة بلادنا، كما أنه اتفاق مرفوض لأنه مع حكومة غير شرعية، أيضا ظهور مسؤول عسكري تركي يتفقد وحدات عسكرية في مدينة مصراتة، كلها مواقف تعكس انبطاح الحكومة السابقة وقبول تدخل دول أجنبية في شؤوننا الداخلية.
وكان الجنرال عثمان إيتاج قائد القوات التركية في المنطقة الغربية في ليبيا تفقد الجمعة مقر قوة مكافحة الارهاب والكتيبة 307 في مدينة مصراتة.
وحذر الفيتوري من وجود حشد على قدم وساق من أنقرة والحكومة السابقة في مدينة بني وليد وغيرها من أجل السيطرة على الحقول والموانيء.
ويرى الفيتوري أن الجيش الليبي هو خط الدفاع الأول والوحيد القادر على استعادة المنطقة الغربية التي تسيطر عليها حكومة غير شرعية تتحصن بالميليشيات والمرتزقة والقوات التركية.
وشدد السياسي محمد الشريف على أن الصمت الدولي تجاه تجاوزات تركيا مريب ويحتاج إلى تفسير خصوصا في ظل استمرار أنقرة في حشد المرتزقة وجنودها لمواقع عسكرية في غرب ليبيا وتحديدا العاصمة طرابلس المختلفة من حكومة غير شرعية، مطالبا بالدعم الدولي لحكومة فتحي باشاغا المكلفة من البرلمان.
على صعيد متصل؛ أعرب القائم بالأعمال الأمريكي في ليبيا ليزلي أوردمان عن تطلع بلاده إلى الشراكة مع جيش ليبي موحد قادر على حماية الوطن ويكون مصدر استقرار وفخر للوطن بأكمله، مؤكدا أنه مسار محفوف بالتحديات ولكنه سيساعد ليبيا بشكل كبير بمجرد تحقيقه.
وأضاف أوردمان في سلسلة تغريدات لسفارة الولايات المتحدة لدى ليبيا أن بلاده أرسلت وفدًا عسكريًا مشتركًا إلى المعرض الدولي للطيران والدفاع والفضاء في تونس.
مبينا أن الشعب الليبي يستحق أن يكون له جيش موحد قادر على الدفاع عن سيادة بلاده كما يستحق حكومة منتخبة ديمقراطيًا تمثل ليبيا موحدة.
يأتي هذا فيما وصل الجمعة، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبي عبد الله باتيلي لتولي رسميا الإشراف على عمل البعثة الأممية.
وقال باتيلي في بيان إنه سيتواصل خلال الأيام المقبلة، أولاً وقبل كل شيء، مع جميع الأطراف الليبية في عموم البلاد بمن فيهم المجتمع المدني والنساء والشباب للاستماع إلى آرائهم بخصوص الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية ومعرفة رؤاهم بالنسبة لمستقبل بلادهم.
وأضاف "الأولوية بالنسبة لي هي تحديد مسار توافقي يفضي إلى تنظيم انتخابات وطنية شاملة وذات مصداقية في أقرب فرصة ممكنة بالاستناد إلى إطار دستوري متين، حيث إن استعادة العملية الانتخابية كفيلة بتعزيز الوحدة الوطنية والاستقرار وتجديد شرعية المؤسسات في البلاد".