ضحك علينا الإعلاميون الغربيون ردحا من الزمن، حين قالوا إنهم موضوعيون، ومحايدون، ويدققون في مواضيعهم ورسائلهم حتى لا يتجنوا على الحقائق. الآن حصحص الحق، وبانت عوراتهم الإعلامية؛ بعد أن تم اختبارهم في أكثر من حادثة وموقف وأزمة على المستوى الدولي.
ربما أيضا، غير انكشافهم هم، أننا نحن أصبحنا أكثر فهما ووعيا، ما مكننا من أن نتتبع هذه العورات الإعلامية الغربية ونرصدها ونرد عليها.
هذا الوعي، إذا اتفقنا عليه، ليس فقط على مستوى الإعلاميين والمثقفين لدينا، بل هو وعي يشمل الجمهور العربي كله على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث لم تعد الرسالة الإعلامية الغربية، لدى هذا الجمهور، مسلما بها وغير قابلة للنقاش. وهذا، في قراءة متفحصة، يعني أن الكذب والتدليس، الذي تمارسه وسائل إعلام غربية، اتسع أو تضخم، في السنوات الأخيرة، إلى درجة أنه أصبح بمقدور أبسط الناس، علما واطلاعا، أن يكشفه ويناقشه، بل ويدحضه بمعلومات وحقائق لا يرقى إليها الشك.
الإعلام، عام أم خاص، لم ولن يكون محايدا في يوم من الأيام، فكل وسيلة إعلام لديها أجندتها، وتحمل أفكارها ونواياها وأهدافها، وترسل رسائلها التي تتفق مع هذه الأفكار والنوايا والأهداف. وعلى هذا الأساس، كما هو حاصل الآن، يجب النظر إلى الإعلام الغربي الذي يكاد يتحول، في بعض مواقفه، إلى إعلام معاد؛ يتصيد ويهاجم ويحرض.
والمهم هو أن نستمر في فضح الإعلام الغربي، الكاذب والمتربص، على المستويين الرسمي والشعبي في العالم العربي. وأن نزيد من وتيرة الوعي الجماهيري تجاه كذبه وتدليساته وعدائياته. نحن الآن مؤهلون لذلك أكثر من السابق بكثير.
@ma_alosaimi