وكأن لبنان يخلو من زلات وخطايا الداخل حتى تأتيه مصائب الخارج!!
يسبح هذا البلد الصغير في بحر من الهموم والخلافات الداخلية، ثم جاءته عوائق الخارج بتدخل جار السوء (إسرائيل).
بعض اللبنانيين يحاولون ابتلاع لبنان لصالح جار الشر الذي يطل كالثعلب من الحدود الجنوبية محاولا التهام جزء من خطوط عدة، ومنها الخط الأزرق، وهو الخط الفاصل الذي رسمته الأمم المتحدة بين لبنان من جهة وإسرائيل وهضبة الجولان المحتلة من جهة أخرى، ولا يعتبر الخط حدوداً دولية، بل تم إنشاؤه للتحقق من الانسحاب الإسرائيلي من لبنان.
هؤلاء اللبنانيون الذين يهوون زرع بذور الشر دون أن يدركوا -أو أن بعضهم يدرك- أن شرهم واختلافاتهم تعود لصالح جريرة إسرائيل في (قضم) جزء من الأرض اللبنانية.
رأس الناقورة والخط 29 والخط 21 وحقل قانا وحقل كاريش، كلها نقاط لبنانية تصرخ من شروع ذلك الجار البغيض في التهام تلك النقاط دون وجه حق.
رأس الناقورة، وكما يعرف الجميع منطقة محمية طبيعية تقع في فلسطين إلى أقصى الجنوب من السهل الساحلي لجنوب لبنان.
إسرائيل تماطل وتواصل التنقيب عن الغاز في حقل كاريش في منطقة متنازع عليها مع لبنان، وذلك بعد وصول سفينة «إنرجان باور» إلى الحدود البحرية اللبنانية.
لبنان احتج لكن خلافاته قد تساعد إسرائيل في المضي قدما في التنقيب، وهي التي طالما استغلت حالات الوهن العربية في ابتلاع أراضٍ عربية.
هذا البلد الصغير يمور بالنزاعات وتتعدد مشاهده بالخلافات تتبعها الخلافات، ولا يكاد يمر يوم دون أن يشتعل ويحترق وينهار ويصيبه العار والدمار!
لا وجود لبناء الإنسان ولا المكان. كل شيء توقف لصالح الانفجار والخراب. (كان) جميلا فأصبح قبيحا. كان سويسرا الشرق، فأصبح موطن الغرق في وحول الصراعات.
أيها اللبنانيون...
كونوا يدا واحدة من أجل توحيد الصف وإبقاء الوجه اللبناني جميلا كما هو (سابقا) حتى لا تخربشه إسرائيل بنزاعاتكم وصراعاتكم، فالنزاعات بين أبناء البلد الواحد تدمره داخليا كما هو الحاصل الآن، وخارجيا مثلما تدس إسرائيل يدها مستغلة ما ستسفر عنه هذه الخلافات.
نهاية
اليد الواحدة (قد) تصفق!
@karimalfaleh