تكتسي منطقة عسير كل عام بحلة خضراء، تتخللها جداول المياه المنهمرة من سفوح الجبال إلى بطون الأودية، لترسم للمشاهد لوحة ربانية بديعة، ووسط الغابات يجد الزائر متعة الاستماع بموسيقى الطبيعة، التي تتشكل من زقزقة الطيور، ممزوجة بخرير المياه المتدفقة من الشلالات الصغيرة، التي تخترق مرتفعات شاهقة من الأودية والجبال مع هطول الأمطار.
الأمن الغذائي
ويتشكل الغطاء النباتي في عسير من أنواع كثيرة منها «العرعر» و«الطلح» و«السدر» و«الضهيان» و«السيال» و«القرض» و«السلام» و«الغلف» و«الوشاية» و«التين الشوكي»، إضافة إلى شجر«العتم» وهو نوع من أنواع الزيتون البري، ويتكامل جمال المساحات البصرية الخضراء مع العوائد الاقتصادية والأمن الغذائي، الذي تمثله المزارع الريفية والحديثة في منطقة عسير، إذ عاد معظم الأهالي إلى الاستفادة من المدرجات الزراعية وإحيائها بدعم حكومي، كونها أحد أوجه الأمن الغذائي والسياحة الريفية.
السياحة الزراعيةوتمثل السياحة الزراعية أحد أهم مظاهر الجذب في منطقة عسير وترتبط عادة بزيارة المدرجات الزراعية، التي تعد من أجمل مظاهر الحياة الريفية، وإلى جانب هذه المدرجات التي تخطف الأنظار بجمالها، تبرز المزارع الكبيرة، التي تتوافر فيها وسائل الإنتاج الزراعي الحديثة كأحد أهم روافد الأمن الغذائي والجذب السياحي، فإنتاجها الغزير من الفواكه أضاف لها قيمة سياحية فريدة، في ظل الإقبال الكبير على هذه المنتجات.
الطبيعة الخضراءوينتج من هذه الطبيعة الخضراء أجود أنواع العسل، كما أن لمعظم النباتات والأشجار في منطقة عسير فوائد علاجية، وتشتهر المنطقة كذلك بتكاثر أشجار «السدر»، الذي يعد من أهم الأشجار وأقربها إلى الإنسان في جنوب الجزيرة العربية، فكان يعتمد عليها اعتمادا كليا في حياته اليومية قديما، خاصة أنها مصدر رئيس لعلف المواشي وإنتاج العسل والاستفادة من جذورها وأغصانها في بناء المنازل وردم الأسقف، التي كانت تسمى قديما «المعادل».
وللحفاظ على ما تبقى من الغطاء النباتي يقوم فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة عسير كل عام بتربية آلاف الشتلات لإعادة زراعتها في مواطنها الأصلية في أعالي الجبال والمتنزهات.