لا تتوقف الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا على ما نتابعه من معارك عسكرية على أرض الواقع.
فبالتوازي مع ذلك، وعلى جانب الفضاء الإلكتروني تدور رحى حرب مماثلة، هي حرب المعلومات وكسب التأييد من شعوب العالم.
والأرض التي تشهد الحرب المعلوماتية هي مواقع التواصل الاجتماعي التي تعد أحد أهم أدوات الوصول للرأي العام في مختلف البلدان حول العالم.
روسيا ممنوعة من السوشيال ميديا العالمية
بعد حظر وسائل التواصل الاجتماعي في روسيا مع الشهر الأول للحرب في أوكرانيا، فقدت بذلك موسكو أداة تأثير قوية لإيصال صوتها والدفاع عن نفسها أمام قطاع واسع من الجمهور العالمي الذي يستخدم تلك الوسائل.
ولم تمر 10 أيام على الحرب حتى قامت روسيا بحجب تويتر وفيسبوك وانستجرام ردًا على تقييد الوصول الروسي للمنصات وحظر حسابات وسائل إعلام روسية عليها.
وعلى الجانب الآخر، تتمتع أوكرانيا بحرية الوصول لتلك المنصات التي تستخدمها لإيصال صوتها لجميع أنحاء العالم وجمع المؤيدين من مختلف الشعوب.
أوكرانيا تربح حرب السوشيال ميديا في الغرب
في حرب مواقع التواصل الاجتماعي تحقق أوكرانيا تقدما ملحوظا، في ظل دعم الغرب المالك أو المتحكم في تلك المواقع، ما يسمح لها باستخدام تلك الوسائل بحرية لتعزيز موقفها.
Another Ukrainian strategic object, a playground in the center of Kyiv, was destroyed by a russian missile.
It is indeed a strategic object, because children are our future.
russians won’t understand this.
They have no future. pic.twitter.com/HaQX3hOteJ— Defense of Ukraine (@DefenceU) October 15, 2022
ووفق تقرير أوردته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) فإن الأوكرانين يستخدمون شبكة من المتطوعين لتدعيم الصفحات الرسمية الأوكرانية على السوشيال ميديا، وتأتي على رأس تلك الصفحات تلك التي تخص وزارة الدفاع الأوكرانية على تويتر، والتي يتابعها 1.5 مليون شخص.
إضافة للفريق المتخصص في مواقع التواصل الاجتماعي فإن دعمًا آخر يساند الجيش الأوكراني عن طريق جمهور الـ(ميمز) من الأوكرانيين الذين يتلقفون كل خسارة تكبدتها روسيا ليبدعوا في استخراج نكات (ميمز) منها والتي بالفعل تلقى رواجًا واسعًا على السوشيال ميديا حول العالم.
This morning is beautiful#Crimea #RussiaIsLosing #CrimeanBridge pic.twitter.com/48ZTmWj3SM— Elena (@Yelena_0694) October 8, 2022
وتتنوع منشورات فريق المتطوعين الأوكرانيين بين الهجوم على الروس وإظهار مكاسب الجيش الأوكراني، والإشادة بالدعم الغربي لهم، وتصل تلك التغريدات لملايين الأشخاص حول العالم.
روسيا تكسب حرب المعلومات في العالم الثالث
إذا كانت أوكرانيا توجهت بإعلامها واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي لكسب الغرب، فإن روسيا باستخدام وسائل إعلامها ومنصاتها الاجتماعية تخاطب جمهور المناطق الأخرى في العالم وتكسب تأييده.
ففي أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا، يرى مراقبون أن الروس حققوا مكسبًا بإضافة شعوب تلك المناطق لدائرة مؤيدي الكرملين، فيما يؤكد خبراء الإعلام وحروب المعلومات الغربيون من أن روسيا أسلوبا خاصا في حربها المعلوماتية.
ووفق مقال للدكتور ياسر عبد العزيز، الخبير الإعلامي، يرجع النجاح الروسي لنوعية الجمهور الذي يخاطبه، فهو يخاطب شعوبا أكثر عاطفية من الجمهور الغربي، وفي ظل ما يراه هذا الجمهور في العالم الثالث من تعتيم على الروس في الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي فإنه يتجه تلقائيا لمناصرة الطرف الأضعف في حرب المعلومات.