اعترف قيادي بمليشيات الحوثي بتورط قياداتها في الإتجار وتسويق أدوية مسمومة تسببت في وفاة أطفال من مرضى السرطان في العاصمة صنعاء.
وحصلت "اليوم" على تسجيل صوتي لقيادي من قيادات الصف الأول في مليشيات الحوثي يعترف فيه بتورط قيادات حوثية في ترويج وتهريب أدوية مهربة منتهية الصلاحية ومزورة، تسببت في وفاة عدد من الأطفال مرضى السرطان، حسب اعترافه.
موظفون ومهربون
وكشف القيادي في مليشيات الحوثي علي العماد، الذي يرأس جهاز الرقابة والمحاسبة في حكومة الانقلاب، أن مختبر هيئة الدواء متوقف عن العمل، و70 % من موظفي هيئة الدواء المكلفة بالرقابة على سوق الدواء يعملون مع تجار أدوية ومهربين، وهو ما يحول الهيئة إلى مشرعين لتسويق الأدوية المسمومة والمزيفة.
وأشار القيادي الحوثي - الذي كان يتحدث في جروب خاص بقيادات حوثية - إلى أن تقرير رقابي أعده موظفيه كشف كوارث في قطاع الدواء إذ تغرق السوق بكميات كبيرة من الأدوية التي تشكل خطرًا على صحة الناس، وكذلك تزوير في الأصناف وتعديل تواريخ أدوية منتهية وإعادة تسويقها.
تواطؤ قيادات حوثية
واعترف القيادي الحوثي بتواطؤ قيادات حوثية في السماح بعبور أدوية مهربة، وأن سلطات الانقلاب غير مترابطة وفاشلة في الجانب الرقابي.
ولفت إلى أن وزير الصحة في حكومة الانقلاب غير قادر على إدارة وزارة كبيرة تحتاج جهد إداري ورقابي من نوع خاص.
وكشف القيادي في مليشيات الحوثي عن جريمة أخرى طالت مرضى الفشل الكلوي عندما تم استخدام أدوية ومحاليل فاسدة في عمليات الغسيل، وتم التعتيم على الجريمة والحول دون خروجها إلى العلن.
علاج منتهي الصلاحية
الشبكة اليمنية للحقوق والحريات أشارت، في بيان، إلى وفاة 18 طفلا من مرضى السرطان جراء حقنهم بدواء كيماوي منتهي الصلاحية استوردته قيادات الميليشيا في إطار سيطرتها على هيئة الأدوية.
وأوضحت الشبكة أن مليشيات الحوثي استوردت علاجًا كيماويًا منتهي الصلاحية يسمى "ميثوتركسيت" وحقنت به أكثر من 40 طفلاً؛ ما تسبب في وفاة 18 طفلاً منهم، ولا يزال البقية قيد المراقبة في العناية المركزة بعدد من المستشفيات.
وأكد البيان أن الميليشيات تتستر على الإحصاءات والقيادات المتورطة في قتل الأطفال المصابين بالسرطان.
وذكرت الشبكة أن المليشيات الحوثية استحدثت معامل لطباعة أغلفة الأدوية التي يوضع عليها تاريخ صلاحية جديد، بينما العلاجات منتهية وفاسدة وغالبيتها من الأدوية المنهوبة والتي جرى تخزينها بطريقة سيئة ولفترات طويلة ما تسبب في فسادها وانتهاء صلاحيتها، ثم بيعها في الأسواق مع أنها مجانية.
مئات الضحايا
كان الدكتور محمد النزيلي، رئيس مجلس نقابة ملاك صيدليات المجتمع في صنعاء، كشف في حديث لمجلة طبية قبل أيام عن مئات الضحايا بسبب الأدوية المهربة والمنتهية الصلاحية التي تباع في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية.
وقال النزيلي إن هناك بلاغات متعددة عن كوارث أودت بحياة العشرات إن لم يكن المئات لضعف التقارير والإحصائيات بهذا المجال.
وحملت الحكومة اليمنية مليشيا الحوثي الإرهابية المسؤولية الكاملة عن فاجعة وفاة أكثر من 18 طفلا من مرضى سرطان الدم، بعد توزيعها جرعة دواء كيميائي منتهية الصلاحية.
وقال معمر الإرياني، وزير الإعلام والثقافة اليمني، في تغريدات عبر حسابه على تويتر إن التقارير تؤكد قيام مليشيات الحوثي بتوزيع جرعة من الأدوية منتهية الصلاحية، كانت قد حصلت عليها كمساعدة مجانية من منظمة الصحة العالمية وجهات مانحة أخرى وباعت جزء منها، وخزنت كميات أخرى لفترات طويلة، قبل أن تقوم بالتلاعب بتاريخ الانتهاء، وتوزيعها على المستشفيات.
وحذر الإرياني من استمرار المليشيا في وضع العراقيل أمام وصول الأدوية المقدمة مجانًا من المنظمات الدولية لعلاج الأمراض المستعصية بما فيها مرض السرطان، وبيعها في السوق السوداء لجني أرباح طائلة، وفتح المجال لشركات الأدوية المهربة التي يملكها قيادات حوثية، والذي أدى لمضاعفة معاناة المرضى.
