فيما تنهي الانتفاضة المتواصلة ضد النظام الحاكم في إيران شهرها الأول، حملت المعارضة الإيرانية خامنئي المسؤولية الكاملة عن قتل المحتجين ونزلاء سجن إيفين.
وطالبت المعارضة بإحالة خامنئي وقادة نظامه إلى محكمة الجنايات الدولية لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية.
كارثة إنسانية لنظام آيل للسقوط
وصف مهدي عقباني عضو في المجلس الوطني للمقاومة الإیرانیة ما حدث، لیل السبت، في سجن إیفین بالكارثة الإنسانیة.
وقال عقباني، في تصريح خاص لـ «اليوم»، إن الحادث مدبر من قبل أجهزة نظام آيل للسقوط، مشددا على أن اعتراف السلطات الرسمیة بمقتل 4 من السجناء وجرح 61 یبین حجم الخسائر البشریة الكبيرة التي يتستر عليها النظام.
وأضاف القيادي في المعارضة أن خامنئي بالذات هو من يتحمل المسؤولية كاملة عن كل قطرة دم تراق في إيران، وكل الضحايا الذين قتلتهم قوات النظام الوحشیة.
وشدد عقباني على أهمية جر خامنئي وقادة نظامه إلى المحاكم الدولية كمجرمين ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية بحق الشعب الإيراني.
جريمة مخطط لها
في السياق نفسه، قالت زعيمة المعارضة الإيرانية مریم رجوي بعد حادث سجن إيفين إن كل الدلائل تشير إلى كون الجريمة مخططًا لها مسبقًا.
وطالبت رجوي المجتمع الدولي بمحاسبة النظام على جرائمه، قائلة: "على الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي محاسبة النظام وقادته على ارتكابهم الجرائم بشكل يومي".
وشددت على أن النظام لا يتورع عن ارتكاب أي جريمة لبقائه مثلما فعل في مجزرة السجناء السياسيين عام 1988 بحق 30 ألف سجين.
وأهابت رجوي بالشباب في طهران الإسراع في مساعدة العوائل التي ذهبت إلى سجن إيفين، والتعاون لإنقاذ حياة السجناء الذين يواجهون الحريق وإطلاق النار.
ودعت رجوي الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان والمفوض السامي لحقوق الإنسان والاتحاد الأوروبي للتدخل فورا للحيلولة دون قتل سجناء إيفين في مجزرة.
إطلاق نار
وقبل الحادية عشرة بتوقيت طهران، دوی انفجار هائل في سجن إيفين، واهتزت جميع نوافذ المباني المحيطة بالسجن، حيث اعتلى عدد من السجناء أسطح السجن.
وأكدت المعارضة أن شعارات "الموت للديكتاتور" و"الموت لخامنئي" دوت في محيط السجن، واشتبك المحتجون مع عملاء النظام خارج السجن.
وأطلقت قوات النظام الغاز المسيل للدموع على المحتجين الذين تجمعوا خارج سجن إيفين، وسيطر أهالي طهران في سعادت آباد على الشوارع المؤدية إلى السجن.
وبحسب الأنباء الواردة من شبكة "مجاهدي خلق" داخل إيران، في الساعة الرابعة من صباح الأحد، تم نقل مجموعة من السجناء من عنبر الثامن في إيفين، أي السجناء السياسيين، بالحافلة إلى مكان مجهول.
وزادت حدة الانتفاضة في يومها الحادي والثلاثين، ونزل المتظاهرون في طهران ومدن أخرى للشارع، وفي الأحواز وقعت اشتباكات بين المحتجين وقوات النظام.
مقتل 32 طفلا
وفي السياق نفسه، أعلن موقع "هرانا" الإخباري المعني بحقوق الإنسان في إيران، بلغ عدد قتلي الاحتجاجات على أيدي قوات الأمن الإيرانية حتى الآن 240 قتيلًا، بينهم 32 طفلًا.
ونشر الموقع، أمس، إحصائيات جديدة عن ضحايا الاحتجاجات العامة تعود إلى الفترة ما بين 17 سبتمبر الماضي و15 أكتوبر الحالي.
وبحسب الإحصاءات، فقد قُتل نحو 26 شخصا من عناصر قوات الأمن الإيرانية أثناء قمع الاحتجاجات الشعبية العارمة.
وفي الوقت الذي لم يعلن فيه النظام الإيراني عن الرقم الدقيق لمعتقلي الاحتجاجات الأخيرة، أعلن موقع "هرانا" الإخباري أن عدد المعتقلين يقدر بـ7800 شخص، تم تحديد هوية 738 شخصًا منهم، بينهم 175 طالبًا جامعيا.