@Fahad_otaish
التطوع بعامته هو عمل يقوم به الأفراد بلا أجر من خلال أنشطة مجتمعية أو لصالح جهات حكومية أو خاصة ويساهمون بذلك في تحسين ظروف الحياة، وهو في بلادنا من الأعمال التي تلاقي إقبالا متزايدا، خاصة مع ما تضمنته الرؤية من دور للتطوع، وما تتخذه الدولة من إجراءات لتشجيع التطوع وإتاحة الفرص التطوعية أمام الشباب والفتيات، وكذلك اشتراط الجامعات أن يقضي الطالب عددا محددا من ساعات التطوع باعتبار ذلك متطلبا من متطلبات التخرج، إضافة إلى ما تتجه إليه وزارة التعليم من جعل التطوع أيضا مطلوبا من طلبة المرحلة الثانوية، وكل ذلك بلا شك إضافة إلى أنه يمد العمل التطوعي بالقدرات الكفؤة من الشباب، فهو يغرس روح التطوع وخدمة الآخرين والمشاركة في الأنشطة المجتمعية في نفوس الشباب. ومن الإجراءات التي اتخذتها الدولة وتساهم في الإقبال على التطوع ومضاعفة آثاره الإيجابية على المجتمع تدشين منصة العمل التطوعي من قبل وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية عام 2020 بهدف دعم مبادرات رؤية المملكة 2030 في المجال التطوعي، وهي كما هو معروف منصة ترتبط بمركز المعلومات الوطني ويتم من خلالها توثيق الأعمال التطوعية لكل متطوع وساعات التطوع التي قام بها، ولمضاعفة أثر هذه المنصة فقد تم إطلاق الجائزة الوطنية للعمل التطوعي لتحفيز وتشجيع الشباب والفتيات على هذا العمل، وتكريم الجهود التي يبذلها المتطوعون وإبرازها، وترسيخ الفكر التطوعي لدى أفراد المجتمع، مما يفتح المجال للشباب السعودي لجعل ما تربوا ونشأوا عليه في هذا المجتمع من حب الخير والرغبة في مساعدة الآخرين والفزعة وتحويلها إلى سلوك إيجابي يعزز الصورة الذهنية للمجتمع السعودي، الذي يميل بطبعه إلى البذل والعطاء وأعمال البر والخير، ودليل ذلك أن هذه الأعمال قد سبق إليها المواطنون أفرادا وجماعات حتى قبل صدور التنظيمات الحديثة، التي تنظم أعمال التطوع، ومازال هذا العمل يخطو كل يوم خطوات موفقة، بحيث أصبح دوره في التنمية الوطنية ودعم مؤازرة جهود الدولة ومنظمات القطاع غير الربحي ومساهمته في تحقيق أهداف وإنجاح برامجها دورا مشهودا كما عزز ذلك قيام العديد من الجمعيات التطوعية لتنظيم جهود المتطوعين الأفراد والجهود والتسهيلات والحوافز، التي تقدمها الدولة لجذب الراغبين بالتطوع في المجالات، التي تعمل فيها أكثر من (1000) جهة ومؤسسة غير ربحية في المملكة باستطاعة العمل التطوعي أن يساهم في دعمها ويساهم أيضا في تنفيذ مشاريعها وإنجاح مقاصدها، ودعما لما هو معمول به حاليا في الجامعات، وما سوف يعمل به في المدارس الثانوية من اشتراط قضاء الطالب ساعات تطوعية معينة للتخرج من المرحلة، فقد يكون توجيه المدارس بجميع مراحلها بما في ذلك الابتدائية والمتوسطة بالعناية بنشر ثقافة التطوع بين الطلاب والطالبات وإشراكهم في برامج تطوعية محلية على مستوى الحي والقرية وحتى داخل المدارس إجراء يمكن تحقيقه وينبغي العناية به لما له من آثار سلوكية واجتماعية وأخلاقية يظهر أثرها في شخصيات هؤلاء الطلاب وإقبالهم على العمل التطوعي في المستقبل -بإذن الله-.