كسر حلف شمال الأطلنطي "الناتو"، حاجز الصمت النووي، الذي يتبعه منذ الحرب الروسية الأوكرانية التي بدأت منذ فبراير الماضي، ليعلن عن تدريباته المخططة منذ فترة طويلة للقوات النووية مع الولايات المتحدة الأمريكية.
البنتاجون والمخابرات الأمريكية يراقبان أي تحركات غير متوقعة أو غير عادية لأسلحة موسكو النووية خلال التدريبات الروسية، والتي من المتوقع انطلاقها قبل نهاية الشهر، وفقًا للعديد من المسؤولين الأمريكيين.
تدريب روسي "غير مقبول"
وصف مسؤول دفاعي أمريكي الخطاب النووي الروسي وقرار موسكو المضي في التدريبات النووية أثناء الحرب مع أوكرانيا بـ"غير مسؤول" بحسب تقرير لـ "CNN" .
ووفقًا للولايات المتحدة، تجري فعاليات التمرين الروسي المسمى "جروم" أو الرعد كل عام، لكن هذه المرة هناك توقع أن تمتد التدريبات عدة أيام، على أن تظل ضمن الحدود الطبيعية لتدريبات روسيا في السابق.
وقال جون كيربي، منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي: "سوف يشمل التدريب إطلاق صواريخ حية ونشر الأصول الاستراتيجية"، بحسب CNN.
على الرغم من أن التدريبات الروسية روتينية، فهي تأتي بعد أن أصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن تحذيرًا، في وقت سابق من الشهر الحالي، بشأن خطر التهديدات النووية للرئيس فلاديمير بوتين.
وبعد تصريحات بايدن، شدد مسؤولو الإدارة الأمريكية على أن واشنطن ما زالت لا ترى أي دليل على أن بوتين يتجه نحو استخدام القدرة النووية الروسية، ولا توجد أي معلومات استخباراتية تظهر أنه قرر القيام بذلك.
#NATO Allies and Partners will improve their capacity to work together in complex and increasingly contested environment during #NeptuneStrike
More information: https://t.co/svkiUARNFG pic.twitter.com/dwPeH2dqvY— NATO (@NATO) October 17, 2022
وأوضح المسؤول الدفاعي، أن التوترات حول أوكرانيا تعني أنه سيكون هناك المزيد من التدقيق في التدريبات الروسية.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة تراقب باستمرار الأصول النووية الروسية، لكن وزارة الدفاع الأمريكية ستراقب التدريبات بحثًا عن أي إشارة إلى أن القوات الاستراتيجية الروسية أو حركات الأسلحة النووية غير روتينية.
ومن المتوقع أن تركز المناورة على الأسلحة الاستراتيجية، أي اختبارات أنظمة الصواريخ الباليستية التي ستطلب من روسيا تقديم إشعار مسبق بموجب التزامات المعاهدة.
وقال مسؤولون في حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة إنهم واثقون من أنهم سيكونون قادرين على مراقبة أي نشاط نووي روسي بدقة خلال التدريبات.
وشدد الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج، الخميس، على أنه "بالطبع، سنظل يقظين على الأقل في ضوء التهديدات النووية المستترة والخطاب النووي الخطير الذي رأيناه من الجانب الروسي".
تدريبات الناتو النووية
يبدأ الناتو، الإثنين، مناوراته النووية السنوية المعروفة باسم Steadfast Noon، بمشاركة الولايات المتحدة من بين 14 دولة، والتي يجريها الحلف سنويًا لأكثر من عقد، وفقا للبنتاجون.
وتشمل التدريبات طائرات مقاتلة قادرة على حمل رؤوس حربية نووية ولكن لن تكون هناك أسلحة حية.
وستوفر الولايات المتحدة قاذفات B-52 تحلق من قاعدة مينوت الجوية في داكوتا الشمالية، على أن تكون منطقة التمرين الرئيسية على بعد أكثر من 625 ميلاً من روسيا.
وقال المسؤول الدفاعي إن الهدف هو ضمان أن يظل الردع النووي لحلف الناتو "موثوقًا وفعالًا وآمنًا وآمنًا".
وفقًا للناتو، سيكون هناك ما يصل إلى 60 طائرة مشتركة بما في ذلك طائرات مقاتلة متقدمة وطائرات مراقبة وطائرات صهريجية، وستجرى الرحلات الجوية فوق بلجيكا والمملكة المتحدة وبحر الشمال.
سيناريو تخشاه واشنطن
في وقت سابق، أدلى مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، بيل بيرنز، بتصريحات تظهر مخاوف واشنطن من تداعيات حصار الرئيس الروسي فلاديمر بوتين، في الحرب الأوكرانية.
وقال بيرنز، خلال مقابلة مع شبكة "سي بي إس"، إن بوتين يمكن أن يكون "خطيرًا ومتهورًا للغاية" إذا حوصر.
وأضاف: "يجب أن يشعر بوتين بالقلق، ليس فقط بشأن ما يحدث في ساحة المعركة، ولكن ما يحدث في الداخل وما يحدث على المستوى الدولي".
بيرنز ألمح إلى أن تعهد الصين لروسيا في فبراير بـ"صداقة بلا حدود" لم يعد أمر ملموسا، فقد رفضت بكين تقديم الدعم العسكري الذي طلبه بوتين.
وأشار بيرنز إلى أن التحديات المتزايدة لروسيا جعلت بوتين أمام خيارات أقل، ما يجعله أكثر خطورة.
وقال بيرنز: "بوتين المحاصر، يشعر أن ظهره ضد الجدار، يمكن أن يكون خطيرًا ومتهورًا للغاية".