أكدت الأستاذة في جامعة طهران السيدة بنفشه، أنَّ مقتل الشابة الكردية مهسا أميني أشعل شرارة الانتفاضة من جديد، وزاد من الانشقاقات وسط قادة «الملالي»، لافتة إلى أن انهيار النظام قد اقترب.
وقالت "بنفشه" في حوارها مع «اليوم»، من داخل طرهان وتتحفظ الصحيفة على ذكر اسمها لأسباب أمنية، إن توقف الغرب عن دعم خامنئي يُسقط النظام، فيما وصفت خامنئي بالكاذب لاتهامه أمريكا وإسرائيل بإشعال المظاهرات الحالية، وقالت: إن بلدها أصبح «نارًا تحت رماد».
وطالبت بنفشه، المجتمع الدولي بأن يتوقف عن دعم النظام الإيراني والتواطؤ معه، مؤكدة أن هذا يأتي في سياق المصالح الخاصة، وشددت على أن توقف الغرب عن ذلك سيوحد الشعب ويسقط نظام الملالي.. وإلى نص الحوار:
تجددت الانتفاضة بعد مقتل الشابة مهسا.. كيف تفسرون كل هذا الزخم والتحول في أهدافها وشعاراتها؟
مقتل مهسا كان الشرارة التي أشعلت من جديد المحرك العظيم للمجتمع والظروف الموضوعية، وإيران برأيي اليوم «نار تحت الرماد»، والبلد كان ينتظر فرصة للانتفاضة، وهو ما حدث بعد وفاة مهسا؛ لأن صبر الشعب نفد.
ولا يخفى على أحد أن أقوال زعيم المقاومة الذي أكد مرارًا وتكرارًا على الوضع الثوري الحالي واستعداد الشعب للإطاحة بالملالي.
ما حقيقة الانشقاقات وسط المنظومة الحاكمة والقادة العسكريين وهل من الممكن أن يتفكك النظام؟
نحن نشهد الانقسام داخل النظام منذ سنوات، لكن الآن أصبح أكثر وضوحًا، حتى مع كذب الحكومة الأصولية، لم تتخذ أي خطوة من أجل رفاهية الشعب، بالعكس ساءت الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وتسبب ذلك في فجوة أكبر بينه وبين الشعب، وبلا شك فإن انهيار النظام بات قريبًا جدًا.
هل يمكن أن تتحول هذه الانتفاضة إلى ثورة عارمة تقتلع النظام من جذوره؟
كان الغضب البالغ من العمر 42 عامًا هو الذي خلق هذه الظروف بالطبع، هذه الظروف لم تنشأ من تلقاء نفسها، بل مهدت لها المقاومة الشرسة لـ«مجاهدي خلق»، هذه المنظمة الممتد نضالها لـ 41 عامًا، وقدمت آلاف الضحايا على درب النضال.
في أعوام 1999 و2009 و2017 و2019 وصلت الانتفاضة إلى ذروتها في زنجان وقزوين ومشهد وإسلام شهر وشيراز وخوزستان وأصفهان وشهر كرد ومدن أخرى، واستمرت حتى الآن.
خامنئي اتهم أمريكا وإسرائيل بأنها تحرك الاحتجاجات.. ألا يُعتبر ذلك إقرارًا من المرشد بأنه فاقد للسلطة والشرعية وأن الشعب يريد إسقاطه؟
اتهم خامنئي أمريكا وإسرائيل بإشعال الانتفاضة وألقى باللوم على دول أخرى، لا سيما أنه يراهما من أعدائه الرئيسيين، لكن الأمر ليس كذلك، فالناس سئموا كل هذا الفساد والاختلاسات والأكاذيب وسوء الإدارة.
لم يستطع خامنئي فعل أي شيء للشعب، فهو لم يعمل من أجلهم فحسب، بل زاد الطين بلة، وأذاقهم الجحيم حتى علا صوت مؤيديه أيضًا وكسروا الصمت واحتجوا ضده.
ما الذي تنتظرونه من المجتمع الدولي.. ولماذا كل هذا التواطؤ مع خامنئي؟
نتوقع من المجتمع الدولي أن يتوقف عن دعم هذا النظام والتواطؤ معه، إذا لم يدعم الشعب الإيراني، فعلى الأقل لا يكون بمثابة عقبة، ويتسبب بمقتل المئات من الشباب الإيرانيين بدعمه خامنئي.
نطالب المجتمع الدولي بالتوقف عن ذلك، والتوجه لدعم الشعب ومقاومته وانتفاضته، وبالتأكيد سيؤدي ذلك إلى توحد الإيرانيين لإسقاط نظام الملالي، إنهم يدعمون خامنئي ويتواطؤون معه من أجل مصالحهم الخاصة.
تواترت معلومات عن تجنيد النظام لأطفال بالباسيج والحرس.. ما حقيقة ذلك؟
فيما يتعلق باستخدام النظام للأطفال كقوات للباسيج والحرس، رأيت بنفسي أنهم يستخدمون الأطفال في أعمار الـ13 و14 و15 عامًا، وشاهدتهم وهم يرتدون الزي العسكري، وتُصرف لهم «هراوات»، وتلاحظ أن القبعات التي يرتدونها ثقيلة على رؤوسهم، وتتعبهم بشدة، وعندما يخلعونها، يمكنك أن ترى بوضوح أنهم أطفال قصَّر.
وفي الأخير أحب أن أنبِّه الشباب الإيراني، أن تصويرهم لأحداث الانتفاضة بهواتفهم المحمولة، أمر خطير قد يكلفهم حياتهم باستهدافهم من عناصر الباسيج والحرس المندسين وسط المحتجين ويتخفون بأزياء مدنية.