@woahmed1
الأداء الإعلامي السعودي الرسمي في وسائل الإعلام الدولية المواكب لقرار أوبك+ بخفض إنتاج النفط بمليوني برميل، كان مميزًا؛ مما أسهم في وصول الرسالة السعودية بشكل مقنع وواضح وفعَّال.
وعلى الرغم من الحملة الأمريكية الممنهجة ضد السعودية في المؤسسات الأمريكية الرسمية كالبيت الأبيض والكونجرس، إضافة إلى كبرى المؤسسات الإعلامية الأمريكية، واتهامها زورًا بالاصطفاف مع روسيا لأسباب سياسية، والتلويح بإعادة النظر في العلاقات، إلا أن ردة الفعل السعودية اعتمدت على المنطق الاقتصادي بضمان إمدادات مستقرة وموثوقة، تراعي حجم الطلب الاستهلاكي والمعروض؛ لتحقيق التوازن بشكل مستديم.
بدأ الظهور الإعلامي السعودي بتصريحات وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان في المؤتمر الصحافي لإعلان قرار أوبك+ وعرضه مقارنات لأسعار الطاقة قبل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، فضلًا عن مقارنة الاستقرار في أسعار النفط تحت إدارة أوبك بلس بتضاعف أسعار موارد الطاقة الأخرى مثل الغاز والفحم، ثم بالظهور في لقاءات تليفزيونية على محطات أمريكية لوزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، ولوزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير، أحدها مع "فوكس نيوز" التي عزز فيها ما قاله زميلاه الوزيران في تصريحاتهما، وأضاف إليها أن أحد أسباب ارتفاع الأسعار في السوق الأمريكي هو ضعف الطاقة التكريرية في أمريكا، وضعف الاستثمارات فيها خلال السنوات الأخيرة، وهي الرسالة التي لقيت تأييدًا من المتابع الأمريكي بحسب مطالعتي ردود الأفعال في "تويتر" على المقابلة، حيث أيَّدت نسبة كبيرة من الردود ما قاله الجبير، مستشهدين على إهمال الجانب الأمريكي في هذا الجانب بأن أكبر مصفاة في أمريكا «موتيفا» تعود ملكيتها إلى أرامكو السعودية؛ لتكتمل الرسالة السعودية في هذا المشهد بالبيان الصحفي لمصدر مسؤول في وزارة الخارجية الذي أشار طلب أمريكي بتأجيل خفض الإنتاج لمدة شهر، وهو ما يعني أن الاحتجاج الأمريكي كان لأغراض انتخابية، وليس لدوافع سياسية، كما ادَّعى الخطاب الأمريكي.
ولأن الرسالة السعودية كانت محترفة في كل تفاصيلها، التقطتها وسائل الإعلام الأمريكي بشكل صحيح، وهو ما ظهر جليًّا في تحوُّل سهام النقد إلى إدارة الرئيس بايدن، وليس إلى السعودية.
في مثل هذا الظرف يمكن لرسالتك أن تصل، وتكون مقنعة إذا تحدثت بشكل سريع في توقيت مناسب بلغةٍ هادئةٍ تستند على المنطق والحُجَّة والأرقام، عبر وسيلة الإعلام الدولية المناسبة التي تخاطب الجمهور المستهدف، وهو ما فعلته السعودية بامتياز 10/ 10.