[email protected]
لا شك أن الانفجار المعرفي والتقدم العلمي والتقني أديا إلى تحديات واضحة تواجه التعليم في وقتنا الراهن، فتلك تحديات أثرت بكل أشكالها ومسمياتها وأغراضها على النظام التعليمي في العالم بأسره، فأثرت على أهدافه وعملياته ومخرجاته، ومن الواضح للعيان أن دول الشرق والغرب دون استثناء تولي لقطاع التعليم أهمية خاصة نظرا لدوره الجوهري في سائر المجتمعات البشرية وتهيئة أبنائها وإعدادهم لكل مراحل التنمية، ومن ثم فإن تطوير وتحديث آليات هذا القطاع يحقق على أرض الواقع بشكل مباشر كفاءة وظائفه وفاعلياته بمعنى أن هذه الإجراءات تعد مدخلا طبيعيا لعمليات تشخيص القاعدة التعليمية وتعزيز قوتها ومردوداتها الإيجابية لا سيما أن ترابط دول العالم بفعل الثورة المعلوماتية الحالية انسحب على قطاع التعليم، فوسائل الاتصال السريعة حولت العالم بالفعل على اتساع رقعته إلى «قرية صغيرة» إن صح القول فتقلصت إزاء ذلك فعاليات أدوات الحصانة إلى حد كبير.
هذا التقلص لم يعد خافيا، وقد أدى ذلك إلى أهمية رصد تطور أهداف النظم التعليمية في سائر المجتمعات، وقد أشار إلى هذه النقاط الحيوية الدكتور خالد رشيد النويصر عميد كلية التربية وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالدمام ضمن محاضرة قيمة نظمها مؤخرا منتدى الخط الثقافي بمحافظة القطيف لصاحبه الإعلامي المعروف فؤاد نصر الله حيث أشار المحاضر إلى وظائف التنشئة الاجتماعية والمهنية وارتباطها الوثيق بمراحل التعليم التي تعد من أهم الوسائل لتحقيق الأهداف المنشودة للمجتمعات تناغما مع احتياجاتها ومعطيات حياة البشر وتطلعاتهم نحو تحقيق مستقبلهم الأفضل، وهذا يعني أن من أهداف التعليم الرئيسة أهمية التواصل بين الشعوب ثقافيا مع أهمية الاحتفاظ بقيم كل شعب وتقاليده وأعرافه، وليس بخاف أن تطور الإنسان وتكيفه مع متغيرات الحياة من حوله يقتضي بالضرورة تطوير أنظمة التعليم وهذا ما سعى إليه مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز انسجاما مع الانفجار المعرفي الهائل والأحجام المعلوماتية الكبرى وأهمية الأخذ بها مع الاحتفاظ بهويتنا العربية العريقة المستمدة من مبادئ وتشريعات عقيدتنا الإسلامية السمحة.