في هذا الزمن، أصبح الكثير ممن يطلقون على أنفسهم صناع محتوى في فضاءات التواصل الاجتماعي، ليسوا إلا حانوتية للقيم، ومفردة الحانوتية تطلق على متعهدي تكفين الموتى ودفنهم وهي شائعة في جمهورية مصر العربية، لقد دأب البعض من مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي ذكورا وإناثا على حد سواء، على دفن القيم السوية والنبيلة من خلال ما ينشرون من محتوى مبتذل ومسيء مستهدفين منظومة القيم المجتمعية، فتارة نجد من يبدل معايير النجاح ويربطها بالمال وآخر يقولب الزواج في إطار الماديات ويجرده من كل القيم والعناصر الإيجابية الأخرى، وآخر يتحدث عن التحضر والتقدم والانفتاح وكأنه خبير إستراتيجي في التنمية ناهيك عمن ينشر الرذيلة والانحراف ويحاول زعزعة منظومة القيم بل ويسيء لها بشكل مباشر وينعت من يلتزم بها بالتخلف.
كل هؤلاء الشرذمة عبر منصاتهم الإعلامية يبثون سموما فكرية وأخلاقية في عقول من يتابعهم دون نقد، فقد اتخذ هؤلاء المشاهير من منصاتهم منبرا لتصوير تفاصيل حياتهم اليومية، ليكشفوا عن مدى ضحالة اهتماماتهم وسطحية طرحهم.
فهم يريدون أن يثبتوا أنهم النموذج الناجح الذي ينبغي أن يقتدى به، وما هم إلا نموذج للعظة والعبرة وسوء المنقلب، فحصدهم للأموال ليس نجاحا، وإن حقق لهم بعض الرغبات، وما وصلوا له من شهرة عبر إثارة الجدل والخروج عن المألوف ظنا منهم أن ذلك يبقيهم في مساحة الضوء، هو فعلا سيبقيهم في مساحة الضوء ولكن ليكونوا مجرد مهرجين ينطفئ وهجهم مع الزمن.
تويتر: 1QLS1@