أعاد مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي "إثراء" فترة الفن المصري المزدهر في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي إلى الأذهان، وجذب نحو 50 ألف زائر إلى فعاليات «أجواء القاهرة» التي أقيمت خلال الفترة من 11- 17 أكتوبر الجاري، ووجد زوارها الفرصة لاسترجاع ذاكرة تلك الفترة الذهبية والثرية فنيًا وثقافيًا.
وجذبت أعمال الفنان أيمن يسري ديدبان زوار المركز، بروحها المستلهمة من أيقونات السينما المصرية لأفلام مضى على إنتاجها أكثر من 50 عامًا.
بوسترات أصلية لأفلام قديمة
استند الفنان على فن الديكوباج في أعماله التي استخدم فيها بوسترات أصلية لأفلام قديمة، اشتراها بمبالغ طائلة على حد تعبيره، وقال: تصميماتي الفنية ليست لوحات بقدر ما هي وثائق فنية تضم الهوية والخط العربي مع وجوه عمالقة الفن، فأعمل على تركيبها بشكل متناسق على علب المناديل، وصولًا إلى عمل ثقافي هادف يحوي رسالة فنية تحط رحالها في فعاليات أجواء القاهرة في «إثراء».
تخليد أعمال عمالقة السينما العربية
خلد ديدبان أعمال عمالقة السينما العربية بتلك التراكيب، ليحولها إلى تاريخ يضم أفلامًا بأيقونات متعددة تحاكي الجيل الحالي إحياءً للفنون بلغة بصرية، فعمد إلى استخدام علب المناديل، ضمن سلسلة «محارم»، وهو اتجاه حسي ابتكره ليقف أمام أعماله المليئة بالمكونات غير المألوفة في عالم الفن التشكيلي.
وبسؤاله عن نشأة فكرته ومن أين استلهمها، قال إن ذلك يعود إلى بداياته عام 1991، ثم إلى عام 2008 تحديدًا حين بادر باستحداث لوحات لا تشبه أحدًا، بحسب تعبيره، ثم توالت التجارب لتصل إلى مرحلة النضج الفني، مضيفا: لديّ توجه يدور حول العمليات الكامنة وراء تشكيل الروايات والذكريات والتاريخ، وبإدخال ملصقات الأفلام الأصلية مع لقطات سينمائية، أنشأت فنًا واسع النطاق، يعبر عن فكرة بنظرة ثاقبة ذات رؤية فنية تحلق من المملكة إلى دول عدة.
حضور ثري لروائع العندليب
ولا تكتمل «أجواء القاهرة» دون استحضار روائع الفنان الراحل عبدالحليم حافظ، فأقام «إثراء» ضمن فعالياته، حفلًا موسيقيًا بعنوان «روائع عبد الحليم حافظ» بالتعاون مع مهرجان بعلبك الدولي، على مدار 6 أيام هي مدة الفعاليات.
وجمعت الأمسية متذوقي الطرب العربي الأصيل، أحياها الفنانان المصريان محمد شوقي ونهى حافظ، بمشاركة 50 موسيقيًا بصحبة المايسترو المصري هشام جبر والمخرج أمير رمسيس.
كما قدم الفنانون باقة مختارة من روائع كلاسيكيات الموسيقي والأغاني الخالدة للعندليب، التي تركت بصمة في تاريخ الموسيقى العربية، وما تزال الأجيال تتغنى بها حتى اليوم.
التعريف بأشهر المأكولات المصرية الشعبية
تنوعت الأركان المقامة داخل بلازا المركز، فهناك من كرّس جهوده للتعريف بأشهر المأكولات المصرية الشعبية، وآخرون يستمتعون بسماع الموسيقى الشعبية، ووجد الزائر نفسه في مكان يتيح له الانغماس في الثقافة المصرية، فباتت مرافق «إثراء» أماكن جامعة لتفاصيل الحياة هناك.
وتفوح رائحة أشهر المأكولات الشعبية منها «الكشري والطعمية وغيرها»، إلى جانب مشروبات مصرية عريقة عكست نبض بلاد النيل، فيما صدح مسرح العرائس بمعزوفات موسيقية وحكايات هادفة، مع عربات متنوعة تسرد التاريخ القديم، بزخارفها ونقوشها المستسقاة من الطراز المصري العتيق.
سعي دائم نحو تعزيز التواصل الثقافي والحضاري
أقام مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي «إثراء» تلك الفعاليات في سعيه الدائم نحو تعزيز التواصل الثقافي والحضاري مع العالم، كونه وجهة ثقافية جاذبة للجميع، عبر التركيز على الجوانب الثقافية والفنية لمختلف بلدان العالم وتقديمها بقالب تفاعلي وغني.