يشهد سن التقاعد ارتفاعا الأمر الذي سيكون له أثر بالغ على الأشخاص بطرق مختلفة.
فالتقاعد هو النقطة التي يتوقف الشخص فيها عن العمل حيث يعد مرحلة انتقالية مهمة جدا في حياة الإنسان، لكونه يؤثر في نمط حياته وأسرته وفي مستوى معيشته، بل وفيما يواجه المتقاعد من ضغوط مادية ونفسية واجتماعية مختلفة، ترتبط بالتغيير الكبير الذي يطرأ على وضعه المادي وقدرته على تحمل مسؤولياته المعيشية وتلبية متطلبات أسرته اليومية، بسبب انخفاض دخله الشهري، والذي يمثل الشريحة الأكبر من المتقاعدين، وبما يلحقهم من تأثير متفاوت العمق، على الحالة النفسية لهم.
فعلى الرغم من أن التقاعد قد يبدأ بفترة مستحقة من الاسترخاء، سرعان ما يتلاشى هذا الشعور بعد وقت قصير. حيث يتركز تفكير الأشخاص أثناء الاستعداد لمرحلة التقاعد على الموضوع المالي، أكثر من الجانبين النفسي والاجتماعي.
إن تكاليف الحياة المتزايدة اضطرت البعض من المتقاعدين إلى البحث عن عمل جديد يحسن من دخلهم، فالمعاش التقاعدي المقرر لم يعد مجديا بالنسبة لحجم الإنفاق الشهري للأسرة، خصوصا الأسر كبيرة العدد ويفاجأ المواطن فور إحالته للتقاعد بعدم قدرته على عيش حياة كريمة، ويواجه أزمات مالية كبيرة بسبب خصم البدلات التي كان يحصل عليها أثناء العمل، وفي ظل ارتفاع نسبة التضخم وأسعار كافة السلع والخدمات الأساسية، يجد نفسه أمام أعباء حياتية لم يكن يتوقع أن يواجهها وهو في هذه السن، أعباء لم تمر عليه حتى في شبابه. فبعض المتقاعدين يعيشون ظروفا قاهرة صعبة ويجابهون تحديات الحياة، فمعظمهم يعيشون في بيوت مستأجرة، ومن دون تأمين طبي، في ظل الظروف المعاصرة المليئة ببعض التعقيدات الاجتماعية، وارتفاع الأسعار، وغلاء العقارات وضعف الروابط الاجتماعية والتفكك الأسري، لذا فإن أنظمة التقاعد بحاجة ماسة إلى التعديل بما ينصف المتقاعد.
@hafdahkhaldgof