@khaliid1974
من أهم أسباب رقي الأمم في العصر الحديث، مقدار إنفاقها على البحوث العلمية، ووضعه في سلّم أولوياتها المعتبرة، وهنا نستذكر الحكم المسبق في أذهان الكثير على واقعنا، والمتعلق بمحدودية الإنفاق على تلك البحوث في المنطقة، وهو ليس أمرًا صائبًا في الوقت الحالي.
هنا في المملكة تطور معدل الإنفاق على البحث العلمي، ولن أُسهب في سرد أرقام أو معلومات، ولكن سأكتفي بوضع مثال حي لعباب البحر مسطرًا حقبة جديدة من التحوُّل نحو مستقبل أكثر إشراقًا وأعني هنا السفينة الحلم «أوشن أكس»، فما هي هذه السفينة، وما قصتها؟
السفينة "أوشن أكس" أو "أوشن إكسبلورر" هي سفينة بحث علمي تعاقد معها المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، وهي إحدى سفينتين في رحلة لاستكشاف البحر الأحمر لأغراض البحث العلمي في البحر الأحمر، والسفينة تعتبر من السفن المتقدمة علميًّا في هذا المجال على خلفية الإمكانات والمعدات التي تمتلكها، ناهيك عن طاقمها من العلماء والخبراء الذين يُعدُّون من النخبة عالميًّا.
وماذا بعد؟
كمية المعلومات التي جمعتها تلك السفينة يمكن وصفها بالكنز، حيث حازت على كثير من البيانات عن البيئة البحرية في البحر الأحمر وسواحل المملكة، وهي التي غاصت لأعماق غير مسبوقة من قبل، فضلًا عن إجرائها مسوحات هي الأكثر دقة حتى الآن بواسطة طائراتها الحديثة المجهزة لذلك، مع إتاحة الفرصة للكثير من الطواقم السعودية بالمشاركة في هذه المهمة التي استمرت على مدى 19 أسبوعًا.
في نظري أن "أوشن أكس" هي فكرة حسنة إن جاز التعبير لكل ما سيأتي بعدها في هذا المجال، وستعمل على تأسيس ثقافة جديدة في البحث العلمي، تسهم في مزيد من الوعي المجتمعي الذي هو حجر الزاوية الذي يمكن الاتكاء عليه للنهوض بواقع أي أمة في العالم والتاريخ مليء بالشواهد على ذلك.
حقيقة نحن بحاجة إلى "أوشن أكس" في كل مرفق حكومي، بحاجة إلى إعادة الاعتبار للبحث العلمي وأدواته، وعدم التعامل معها كترفٍ معرفي، بعدها يمكن الحديث عن صعود أكبر في سلّم التطور الحضاري، وهو ما أعتقد أننا نسير تجاهه بشكل صحيح.