دشَّن، أمس الأربعاء، وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف، خلال حفل بالرياض حضره وزراء الصناعة والتجارة بدول مجلس التعاون «برنامج مصانع المستقبل».
وأكد نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية، م. أسامة الزامل، أن برنامج مصانع المستقبل سيُحدث نقلة نوعية في القطاع الصناعي، موضحًا أن المملكة تمتلك الإمكانيات التقنية الهائلة، بالإضافة إلى جيل يغلب عليه الشباب والشغف بالابتكار والتقنية.
وأكد أن الوزارة وضعت خيارا طموحا يرسم ملامح القطاع الصناعي المستقبلي، ليقوم على التقنية والابتكار، مشيرًا إلى أن الخطوة الأولى تتمثل في تحويل 4 آلاف مصنع من الاعتماد على العمالة الكثيفة إلى الأتمتة، بهدف تحويلها إلى مصانع متقدمة تشغيليا وتقنيا.
وأوضح الزامل أن 4 آلاف مصنع تشكل 30% من إجمالي المصانع بالمملكة، مؤكدًا، أن النجاح في تطوير تلك المصانع المستهدفة يسهم في تطوير الثقافة العامة للقطاع الصناعي في تبني أحدث الأساليب ومنهجيات التميز التشغيلي والتصنيع المتقدم.
وأشار إلى حرص الوزارة لتسليط الضوء على واحد من أهم البرامج الساعية لبناء نظرة مستقبلية بعيدة المدى، موضحًا أن البرنامج يركز على مستقبل اقتصاد الأجيال بما يحقق مواكبة التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم، وفي الوقت نفسه يضمن استدامة القطاع الصناعي ونموه وقدرته على المنافسة عالميا وخلق الفرص الوظيفية لأبناء الوطن.
وذكر الزامل أن الوزارة وضعت خططها للبرنامج وفقًا للعديد من الممكنات بداية من إيجاد مصادر التمويل وحتى تحديث الأنظمة والتشريعات وإيجاد المحفزات التي يحتاج إليها القطاع الصناعي في سبيل الوصول للمستهدف، متطلعًا لأن يكون القطاع الصناعي بدول مجلس التعاون الخليجي مستدامًا ويحقق التطلعات التي تصبو إليها قيادات المجلس والشعوب.
وأكد أن الصناعة الوطنية ساهمت برسم إستراتيجيات وإطلاق البرامج الداعمة للوصول الى مرحلة النضج الرقمي للمصانع، منها برنامج الإنتاج الوطني الذي يهدف لمساندة 100 شركة صناعية في تحقيق أعلى معدلات الكفاءة الإنتاجية بواسطة قياس النضج التقني وتطبيق التميز التطبيقي وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة، مشيرا إلى أن الوزارة أطلقت مراكز القدرات للثورة الصناعية الرابعة التي تستهدف تسريع تبني التقنيات في قطاعات الطاقة والتعدين والصناعة والخدمات اللوجستية بواسطة إنشاء وتشغيل مراكز قدرات للصناعة الرابعة تتيح للمستفيدين من تلك القطاعات الحصول على المعرفة والخبرة اللازمة للتعرف على هذه التقنيات وكيفية الاستفادة منها وتطويرها.
وأضاف إن الوزارة ساهمت في توفير البنية التحتية لتمكين الثورة الصناعة الرابعة والتي تشمل شبكة الألياف الضوئية وأبراج الهاتف المتنقل للمناطق المطورة في 35 مدينة صناعية، مشيرًا إلى أن الوزارة أطلقت مبادرة لترسيخ واكتساب تقنية التصنيع، من أجل إنشاء صناعة محلية في مجال التصنيع، والتصنيع الرقمي، وذلك من خلال تطوير إستراتيجية وطنية للتصنيع، والعمل على تحفيز القطاع الخاص على التبني والاستثمار في التقنية، بواسطة تطوير زحم من المحفزات التشريعية وغيرها لتحفيز الطلب على هذه التقنيات.
وقال الزامل إن الوزارة قامت بتأسيس المركز الوطني للتصنيع والإنتاج المتقدم، والذي يهدف لتفعيل إستراتيجية الصناعة الرابعة ومتابعتها وتحديثها والقيام بالتحليلات الاقتصادية لاستخدام التقنيات الصناعية الحديثة، وتقديم الدعم والمحفزات اللازمة لتهيئة المنظومة البيئية، معربًا عن شكره للدور الكبير الذي يقوم به مجلس التعاون لتوحيد الجهود بين الدول الأعضاء، والسعي لوضع الإستراتيجيات الموحدة لضمان استمرار وازدهار واستدامة اقتصادات المجلس.
من جانبه، قال وكيل وزارة الصناعة والثروة المعدنية للتطوير الصناعي، والمشرف على وكالة تمكين الصناعة بدر فودة، إن الوزارة عملت منذ إطلاق برنامج مصانع المستقبل لتحويلها من الاعتماد على العمالة الكثيفة والإنتاجية المنخفضة والابتكار المنخفض إلى الأتمتة وكثافة الإنتاج، مشيرا إلى أن التعاون مع شركات وطنية للتحول التقني، بالإضافة إلى الاستعانة للتجارب المحلية من المنظومة الصناعية، بلور برنامج مصانع المستقبل، الذي يحتوي على 23 مكونا.
وأضاف إن برنامج مصانع المستقبل يتكون من عدة خطوات، منها مرحلة التقييم الذاتي والتي تتمحور في قيام المصانع بتقييم ذاتي لمؤشر مصانع المستقبل، مما ساهم في توفير خط أساس للقياس مستقبلا، مبينا أن الوزارة استكملت مسح أكثر من 7500 مصنع بالمملكة من إجمالي 10 آلاف مصنع، مضيفًا إن المرحلة التالية وهي (التقييم التفصيلي) تتم من خلال مقيمين معتمدين في الوزارة، يقومون بعمليات المتابعة والمراقبة، بالإضافة للتعاون مع مقيمي الصندوق الصناعي ومقيمي هيئة المدن الصناعية ومقيمي القطاع الخاص.ووعد فودة بأن تقوم الوزارة بمشاركة دول المجلس في البرنامج، مؤكدًا أن العمل مع دول التعاون للخروج بمبادرة خليجية، إذ لا توجد كتلة اقتصادية في العالم تتبنى برنامجا كهذا، ما يجعل دول الخليج في الصدارة.
بحث متقدم
