قال موقع "آسيا تايمز" إن إيران واحدة من الدول التي ساعدتها الحرب في أوكرانيا على تحقيق أهداف سياستها الخارجية.
وبحسب مقال لـ"آرون بيلكنجتون"، كان ذلك واضحًا تمامًا في صباح يوم 17 أكتوبر الحالي، عندما هاجمت طائرات مُسيَّرة إيرانية الصنع أهدافًا مدنية بالعاصمة الأوكرانية كييف.
ميليشيات شريكة لطهران
أوضح المقال أن إيران ترعى شبكة من الجماعات المسلحة الشريكة والوكيلة، من خلال توفير الأسلحة والتدريب والأموال، والتوجيه في بعض الحالات.
أضاف"بيلكنجتون" أنه من بين المستفيدين: "حزب الله وحماس والجهاد الفلسطيني والميليشيات العراقية الصديقة وأنصار الله في اليمن المعروفين باسم المتمردين الحوثيين".
أردف، أنه من خلال هذه الميليشيات وأذرعها السياسية، تمد إيران نفوذها وتعمل على تشكيل حكومات موالية في دول مثل لبنان وسوريا والعراق واليمن.
تقويض المصالح الأمريكية
استطرد المقال أن أقرب شركاء إيران الاستراتيجيين هم سوريا وفنزويلا وكوريا الشمالية والصين وروسيا، إنهم يتعاونون سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا لخلق بديل لما يعتبره قادتهم النظام السياسي العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة.
أشار إلى أن هذا التعاون يشمل تقويض مصالح الولايات المتحدة والمساعدة في تخفيف الضغط السياسي الغربي والعقوبات الاقتصادية أو التحايل عليه، مضيفًا أن الحرب الروسية الحالية في أوكرانيا لم تترك لموسكو سوى عدد قليل من الأصدقاء المتعاطفين.
نظام إيران ومساعدة الروس
يواصل المقال: "أجبرت محنة روسيا في أوكرانيا زعيمها على طلب مساعدة إيران بطريقتين.. قدم الحرس الثوري قوة بشرية إضافية لملء الفراغ الذي تركته روسيا عندما أعادت توزيع قوات من سوريا في حملتها في أوكرانيا".
وأضاف المقال أن روسيا استخدمت الطائرات المسيرة الإيرانية منخفضة التكلفة التي أثبتت جدارتها في المعارك لمواجهة ترسانة كييف المدعومة من الغرب.
تعزيز مصالح الملالي
أوضح الكاتب "بيلكنجتون" أن هذا التحالف الدافيء قد لا يساعد روسيا على هزيمة أوكرانيا، لكنه سيعزز مصالح نظام الملالي، لافتًا إلى ولفت إلى أن الانسحاب الروسي من سوريا تسبب في جلب جنود إيرانيين إضافيين إلى هناك لإثبات قدراتهم القتالية وترسيخ وجودهم.
أشار إلى أن ذلك يسمح لإيران بالسيطرة على الأراضي المهددة من قبل القوات المناهضة للأسد والحفاظ على ممر مفتوح أو "جسر بري" تقدم طهران من خلاله الدعم لشبكتها من الشركاء والوكلاء.
واستطرد المقال أن امتلاك روسيا للأسلحة الإيرانية سيعزز بشكل كبير صناعة أسلحة النظام التي لم تحقق سوى نجاح محدود بالأسواق الصغيرة، ومعظمها هامشية مثل إثيوبيا والسودان وطاجيكستان وفنزويلا.
ونبه إلى أن تحول موسكو، ثاني أكبر مصدر للأسلحة في العالم، إلى مستورد من إيران يضفي الشرعية على صناعة الأسلحة في طهران ويوسعها إلى ما هو أبعد من إنتاج الأسلحة لغرض الاكتفاء الذاتي.
وختم قائلًا: "تفتح الحرب الروسية في أوكرانيا طريقًا جديدًا يمكن لإيران من خلاله مواجهة الأسلحة التي تقدمها الولايات المتحدة بشكل مباشر، فضلاً عن فرصة لتقويض نفوذ واشنطن وحلف شمال الأطلسي في أوراسيا".
