أحرص من فترة إلى أخرى على متابعة الإحصائيات الرسمية الخاصة بمعدلات الإصابة بسرطان الثدي، لكونه أكثر أنواع السرطان انتشارًا بالعالم، وبحسب ما أوضحته منظمة الصحة العالمية أن هناك امرأة واحدة من بين كل 12 امرأة تُصاب بسرطان الثدي، وبلغ أعداد المصابين به نحو 2.2 مليون حالة في عام 2020، وفي المملكة العربية السعودية احتل سرطان الثدي المرتبة الأولى حيث أصيبت به (2282 حالة)، بنسبة 17.3% لدى الجنسين، وبنسبة 30.4% من مجموع السرطانات لدى النساء.
ويعد سرطان الثدي مجموعة غير متجانسة من الأمراض حيث إنه ينشأ في الخلايا المبطِنة للقنيات بمعدل 85% وفي أنسجة الثدي الغدية بمعدل 15% يقتصر النمو السرطاني على القنية أو الفصيصة ومع مرور الوقت، قد تتطور هذه السرطانات اللابِدة وتغزو أنسجة الثدي المحيطة ثم تنتشر إلى الغدد الليمفاوية القريبة أو إلى أجهزة أخرى في الجسم.
وحددت الأبحاث الطبية أسباب الإصابة بذلك النوع من السرطان والتي تبدأ بوجود استعداد وراثي، فكلما كان للأقرباء من الدرجة الأولى تاريخ طبي بالإصابة بسرطان الثدي زادت معدلات الإصابة، وكذلك تقدم العُمر والإصابة بالسمنة وتعاطي الكحول والتعرض للإشعاع والتدخين، هذا إلى جانب العوامل الهرمونية، وانقطاع الطمث واستخدام حبوب منع الحمل في سن متقدمة.
أما عن العوامل التي تساعد في الحماية من الإصابة بسرطان الثدي فهي تعتمد على الجانب السلوكي بشكل كبير، فالرضاعة الطبيعية والنشاط البدني وتجنب استخدام الهرمونات لفترة طويلة وعدم التدخين والتحكم في الوزن كل هذه النقاط ثبت عمليًا أنها قد تساعد في التقليل من الإصابة وتقلل من احتمالية حدوثها بنسبة تصل إلى 30% بحد أقصى.
أُوقن أن الكشف المبكر عن المرض يعد البداية الحقيقية والصحيحة لعلاجه والقضاء عليه، فكلما تم الكشف عنه مبكرًا ارتفعت معدلات الشفاء، ولكن للأسف في الكثير من الحالات يتم الكشف عن المرض في مراحل متقدمة، ولذلك يصبح لدينا معدلات وفاة عالية للغاية بالمقارنة مع الأنواع الأخرى من السرطان، والكشف المبكر لن يتحقق إلا من خلال تثقف المرأة طبيًا وتزويدها بمعلومات عن المرض وحثها على إجراء الفحص الطبي الدوري، هذا إلى جانب التوعية المجتمعية، وكذلك الاستعانة بتقنية «الماموجرام» أو التصوير بالأشعة السينية والذي يساهم بشكل كبير في الكشف عن المرض وبالتالي تحسين ورفع معدلات الشفاء.
[email protected]