حقا يعجز القلم عن كتابة سيرة ومسيرة ملوك هذا الوطن المعطاء وقد حاولت استلهام الإنجازات المقامة على هذه الأرض المباركة ولكن كما ذكرت يعجز القلم.
إطلاق لقب السعودية العظمى لم يكن من فراغ بل جاء نتيجة نجاح الدبلوماسية الخارجية للمملكة في القمم والمؤتمرات العالمية وتجلي سياسة المملكة البناءة في مجالات الاقتصاد وعدم استخدام النفط كوسيلة ضغط بل وسيلة بناء، فالمملكة كما عهدها الجميع لا تقبل الإملاءات في كافة السبل منذ تأسيسها والتواريخ شواهد فقد نشرت دارة الملك عبدالعزيز إنفوجرافيك بمناسبة ذكرى الحرب العالمية الأولى التي اندلعت ما بين عامي 1914 و1918، مبينة موقف الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن منها، والنتائج المترتبة على الموقف الذي اتخذه وأشارت إلى أن موقف الملك عبدالعزيز- رحمه الله- من الحرب كان دبلوماسيا، حيث اتخذ الحياد لتثبيت أركان دولته، ولم يتخذ أي خطوة تجاه الدول المتحاربة، وأدركت بعض الدول الكبرى مدى إحساسه بالمسؤولية وقوة ونفاذ بصيرته لتبادر بمراسلته للتعرف على توجهه السياسي، وقام هو بالكتابة لزعماء الجزيرة العربية وناشدهم بالعمل على حماية دولهم وتحقيق وحدة المسلمين. وبينت أنه ترتب على موقف الملك عبدالعزيز، إبعاد البلاد عن موطن الصراع الدولي، وحماية المواطنين والأراضي السعودية، والتفرغ لتوحيد البلاد، والاعتراف الدولي بمكانة المملكة، واتخاذ الدول الأخرى مواقف إيجابية لتطوير علاقتها بالمملكة، وإبراز سياسة المملكة ومواقفها الداعمة لوحدة العرب والمسلمين. وقد أوضح الملك فيصل رحمه الله للرئيس الأمريكي نيكسون سياسته التي تقوم على أساس عدد من الثوابت وهي حماية واستقلال وهوية البلد، والاحتفاظ بميثاق جامعة الدول العربية وبنشاط الدفاع عن التضامن الإسلامي، وطالب بمؤسسة تشمل العالم المسلم وزار عدة بلاد مسلمة لشرح الفكرة وقد نجح في إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي التي تضم الآن أكثر من 50 دولة إسلامية، كما أنه استطاع قطع علاقات أكثر من 42 دولة مع إسرائيل. وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله وعندما أقدمت الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو في يونيو 1998م على اتخاذ قرار بتوسيع حدود مدينة القدس المحتلة وتوسيع سلطات بلديتها، أدانت المملكة هذه الخطوة واعتبرت هذا القرار غير شرعي وغير قانوني ويشكل انتهاكا خطيرا للمعاهدات والاتفاقات الدولية، وأدانت ما اتخذته السلطات الإسرائيلية من سياسات وإجراءات بهدف إحداث تغييرات سكانية ومؤسسية من شأنها تهويد القدس العربية وتغيير الواقع القانوني والتاريخي والديني والحضاري لها، ودعت المملكة مجلس الأمن الدولي لتحمل مسئولياته تجاه السلام والعدل للقضية الفلسطينية.
ولا تزال المملكة على خطى ملوكها السابقين في رفض الإملاءات الخارجية أو استخدام السعودية كورقة رابحة نتيجة صراعات إقليمية أو حدودية، وكما قال سمو ولي العهد إن المملكة تحظى بمكانة إسلامية عالمية رائدة ولا يمكن توجيهها حسب مصالح الغير، وشكلت المملكة العربية السعودية العظمى في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله قوة اقتصادية وسياسية لمكانة المملكة في كافة المنتديات والمؤتمرات الدولية مما ينبئ ببناء عهد جديد يحظى باحترام الشعوب.
[email protected]