أغلقت السلطات السودانية اليوم الجمعة، كل الجسور الرابطة بين مدن العاصمة المثلثة (الخرطوم وبحري وأم درمان) عدا جسريّ سوبا والحلفايا، تزامنا مع ما أطلق عليها «مليونية 21 أكتوبر» المعلنة من أحزاب «قحت» وما تسمى تنسيقيات لجان المقاومة.
وشهدت شوارع وسط العاصمة الخرطوم انتشارا أمنيا كثيفا من القوات المشتركة، في حين بدأت مجموعات من المتظاهرين بالتوافد إلى شارع المطار، المحدد للتجمع.
ودعت ما تسمى لجان المقاومة، إلى الخروج اليوم الجمعة، بمواكب رافضة لما تصفه بالانقلاب والتسوية السياسية تحت شعار «لا للتسوية»، احتفاءً بذكرى أول ثورة شعبية في السودان ضد الرئيس الراحل الفريق إبراهيم عبود في 21 أكتوبر 1964.
الاحتجاجات تفقد بريقها وزخمها
فقدت الاحتجاجات بريقها وزخمها الذي ملأ الساحة السياسية قبيل إجراءات رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان في 25 أكتوبر 2021، التي فضت بموجبها المؤسسة العسكرية الشراكة مع 4 قوى صغيرة لا تمثل الشارع، ولكنها تصدرت المشهد وقتها عقب الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير، وفاوضت الجيش ليوقع بعدها الطرفان وثيقة دستورية في أغسطس 2020 حققت تحالفا للحكم.
وتوافقت القوى السياسية وقتها على الخبير الاقتصادي الدولي د. عبدالله حمدوك رئيسا للحكومة الانتقالية، مع المحاصصة بالحقائب الوزراية وعضوية مجلس السيادة من المكون المدني، وتهميش الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق «سلام جوبا»في أكتوبر 2020، وأيضا إقصاء كل الأحزاب الكبيرة التاريخية والمؤثرة في السودان، وعملت أيضا «قحت» على نشر خطاب الكراهية والعنصرية، بحسب المؤسسة العسكرية، التي أرجعت ما سبق سببًا لفض الشراكة مع قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي.