في الأسبوع السادس للانتفاضة الشعبية في إيران، ملأ محتجون شوارع زاهدان، مرددين هتافات: «الموت للديكتاتور»، و«الموت لخامنئي» ضد النظام، الذي يعمل على قمع مواطنيه بالداخل وتصدير الإرهاب إلى الخارج بالمشاركة في الحرب الأوكرانية، وهو ما تأكد بمقتل 10 خبراء يشرفون على قوات روسية مسؤولة عن شن هجمات بالطائرات المسيرة.
وفي الداخل الإيراني، أظهرت مقاطع الفيديو المحتجين في زاهدان وقد خرجوا، أمس الجمعة إلى الشوارع، بعد أداء صلاة الجمعة، مرددين هتافات ضد النظام الفاشي.
وتصدرت الهتافات: «من زاهدان إلى طهران أضحي بحياتي من أجل إيران»، و«الموت للباسيج»، علاوة على شعارات أخرى رُددت في الاحتجاجات بمركز محافظة بلوشستان، جنوب شرقي البلاد.
وفي وقت سابق أمس، عُقد تجمع بعد صلاة الجمعة في زاهدان احتجاجًا على اعتداء قائد شرطة تشابهار على فتاة من البلوش، وما أعقبه من قمع دموي، كما أطلق النشطاء المدنيون ووسائل الإعلام على هذا اليوم لقب «جمعة زاهدان الدموية».
ووصل عدد قتلى «جمعة زاهدان الدامية» التي أعلنتها «حملة النشطاء البلوش» إلى 93 شخصًا على الأقل، وتوفي بعض هؤلاء بالمستشفى في الأيام التالية.
تدريب الروس
في غضون ذلك، حذر مسؤولون أمريكيون وأوكرانيون من أن الإيرانيين يعملون على تدريب الروس على استخدام الطائرات المسيرة في شبه جزيرة القرم، وفقا لصحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية.
مركز المقاومة الوطنية الأوكراني قال أمس الجمعة: إن عددًا من المدربين الإيرانيين يشرفون على القوات الروسية المسؤولة عن شن هجمات بالطائرات المسيرة الإيرانية الصنع من طراز شاهد 136-كاميكازي من داخل الأراضي الأوكرانية التي ضمتها روسيا.
وقال المركز، نقلاً عن المقاومة الأوكرانية: إن «الروس أرسلوا المدربين الإيرانيين إلى أراضي منطقة خيرسون وشبه جزيرة القرم المحتلة لإطلاق هذه الطائرات المسيرة».
في حين قال الجنرال بات رايدر، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، ليل الخميس/ الجمعة: «لا نزال نرى أن إيران متواطئة فيما يتعلق بتصدير الإرهاب، ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط، ولكن إلى أوكرانيا أيضا في الوقت الحالي».
مسيّرات «الملالي»
وصرح متحدث باسم سلاح الجو الأوكراني، أمس الجمعة، بأن كييف نجحت في إسقاط 85% من الطائرات بدون طيار إيرانية الصنع «كاميكازي» التي أطلقتها روسيا، وفقا لوكالة أنباء «يوكرين فورم» المحلية، بينما تزعم إيران عدم إرسالها طائرات مسيرة حربية إلى روسيا لاستخدامها في القتال ضد أوكرانيا، كما نفت موسكو استخدام هذه الطائرات في الحرب.
المتحدث باسم سلاح الجو الأوكراني يوري إهنات قال أيضا: «إن الدفاعات الجوية الأوكرانية أثبتت فاعليتها بشكل متزايد في مواجهة الطائرات المسيرة»، لكنه أشار إلى أنها أقل كفاءة في التصدي للصواريخ.
وأضاف في إفادة صحفية «إذا نظرنا للأسبوعين الماضيين ونتائج إسقاط الطائرات المسيرة، سنجد أن دفاعاتنا الجوية فعالة بنسبة 85 بالمئة، لقد تعلمنا الآن التعرف عليها وإسقاطها بشكل أكثر فاعلية».
وفيما تنفي طهران إمداد موسكو بطائرات شاهد-136 المسيرة، قال اثنان من كبار المسؤولين الإيرانيين لرويترز: «إن طهران تعهدت بتزويد موسكو بصواريخ سطح-سطح وطائرات مسيرة أخرى».
ورفضت الولايات المتحدة نفي الملالي بيع الطائرات المسيرة لموسكو، وقالت: إن أفرادا من الجيش الإيراني موجودون في شبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو، لتدريب القوات الروسية على تشغيل الطائرات المسيرة.