@ma_alosaimi
أنا من جيل إعلامي شهد بواكير الصناعة الوطنية على يد الوزير الرائد، الدكتور غازي القصيبي، رحمه الله. توليت التغطية الإعلامية لافتتاح أكثر من مصنع في المدينة الصناعية الأولى في الرياض. وكانت أغلب هذه الافتتاحات، آنذاك، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، حين كان أميرا للرياض.
أذكر، أيضا، أنني غطيت صحفيا، بحضور الدكتور القصيبي وعدد من رجال الأعمال، افتتاح أول معرض للخزف من إنتاج مصنع سعودي، كان هذا المعرض مقابل الملعب بحي الملز بالرياض، واعتبر وقتها فتحا صناعيا كبيرا. وقد تطورت الشركة التي تمتلك هذا المصنع وأصبح يضرب بها وبمنتجاتها المثل على الجودة والأمانة.
أعود إلى هذه الذكريات لأنني وقتها، ومن بعدها، كنت من أشد المطالبين بإنشاء صناعة سعودية إستراتيجية، تتجاوز المحاولات والبديهيات الصناعية الأولى. وكتبت، أكثر من مرة، أن المملكة مهيأة، بإمكاناتها الطبيعية وإمكاناتها البشرية، أن تكون دولة صناعية مؤثرة ومنافسة على المستوى الدولي.
الآن تحقق ذلك الحلم القديم، حلم وجود صناعة سعودية، بمقاييس الدول الصناعية المتقدمة، بعد إطلاق سمو ولي العهد للإستراتيجية الوطنية للصناعة. هذه الإستراتيجية التي ستضعنا، قريبا، على قدم المساواة مع دول كان يفترض، كما قال سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان، أن نكون بموازاتها منذ أربعين سنة.
أن نأتي الآن، ولو متأخرين، خيرا من ألا نأتي. وهمتنا الوطنية، الجديدة والحثيثة، سوف تختصر الطرق إلى أهدافنا لنلحق بالركب الصناعي العالمي، ونكون من أكبر المنتجين والمصدرين لأغلب السلع الإستراتيجية.
وما يهمني أن أضيفه، على كل ما قيل، أن تلعب منظومة التعليم بشكل عام، ومنظومة الجامعات بشكل خاص دورها في تأهيل الكوادر البشرية الوطنية، التي ستحرك دواليب صناعاتنا الإستراتيجية وتضعها في المكانة التي تستحقها.