أرجع مختصون تراجع أسعار الشحن البحري إلى مخاطر الركود العالمي، وتراجع طلب المواد الاستهلاكية، وسط تحديات التضخم، فضلا عن اضطرابات سلاسل التوريد بسبب وباء كورونا، مما أدى إلى تباطؤ في الطلب على الحاويات والسفن، وبالتالي ضعف في حركة البضائع، متوقعين أن تنخفض أسعار الشحن البحري في العام المقبل بما يتراوح من 20 إلى 30 %.
وقال رئيس اللجنة اللوجستية بغرفة الشرقية راكان العطيشان: إن سعر الحاويات القادمة إلى المملكة تختلف باختلاف الميناء، إذ بلغ سر الحاوية 40 قدما القادمة من قوانزو إلى الدمام نحو 1200 دولار حاليا.
وتوقعت مدير المالية وسلاسل الإمداد بإحدى الشركات، أغاريد عبدالجواد أن تنخفض أسعار الشحن لنقل المواد الخام الرئيسية عن طريق البحر بما يتراوح من 20 إلى 30 % للعام المقبل، فيما ستتعافى الأسعار بشكل طفيف في عام 2024.
وأرجعت تراجع أسعار الشحن البحري إلى مخاطر الركود العالمي مع تراجع طلب المواد الاستهلاكية، وسط تحديات التضخم، إضافة إلى الاضطرابات في سلاسل التوريد بسبب وباء كورونا، الذي أدى إلى التباطؤ في الطلب على الحاويات والسفن مما أدى إلى ضعف في حركة البضائع.
وقالت إن المملكة تتميز بموقع إستراتيجي في قلب العالم الاقتصادي، إذ إن رؤية ٢٠٣٠ التي أزهرت بثمارها من خلال إستراتيجية النقل والخدمات اللوجستية حققت العديد من مستهدفاتها، مشيرة إلى أن النمو اللوجستي يعد انعكاسا للنمو الاقتصادي الذي تشهده المملكة اليوم.
وأوضحت، حاليا نشهد حركة ربط السكك الحديدية، حيث تم مؤخراً افتتاح الخط الحديدي الرابط بين شبكتي الشمال والشرق، وتدشين مشروع الشبكة الداخلية بمدينة الجبيل الصناعية. وعلى صعيد الموانئ فنشهد اليوم زيادة عدد المناولة في مختلف مناطق المملكة، وافتتاح خطوط ملاحية تربط المملكة بباقي المناطق المحورية والتي تعزز من إستراتيجية موقعها ونموها الاقتصادي.
وأدى تراجع تكاليف الشحن البحري وارتفاع التضخم وأسعار النفط اللذين قيدا الطلب العالمي على البضائع، إلى انخفاض أسعار المواد الغذائية العالمية للشهر السادس على التوالي في سبتمبر بنحو 1.1٪ مقارنة بشهر أغسطس، وهو ما يساعد على تخفيف المخاوف بشأن التضخم والنقص، بحسب الفاو.
وبلغ متوسط أسعار الشحن البحري في نهاية سبتمبر الماضي إلى 4060 دولاراً، مقابل 5286 دولاراً في بداية الشهر الماضي.
وكان متوسط سعر شحن حاوية 40 قدما بلغ ذروته القياسية في سبتمبر من العام الماضي، مسجلا حينها 10300 دولار في المتوسط، ولكن تغير المشهد بشكل كبير خلال 2022، فبلغ تكلفة شحن حاوية 40 قدما نحو 2684 دولارا فقط في خطوط التجارة العالمية بين الصين والولايات المتحدة.
وبلغت تكلفة الحاوية المشحونة من آسيا إلى أوروبا 9 آلاف دولار تقريبا، أي أقل 42% مما كانت عليه في بداية العام، حيث قدر بعض كبار المصدرين الدوليين أن أسعار شحن الحاويات انخفضت بنحو 70%، بعدما قفزت قرابة 10 أضعاف خلال العام الماضي في ظل اضطراب في سلاسل التوريد وازدحام الموانئ.
ووفقا لمؤشر بورصة البلطيق، تراجعت أسعار الشحن البحري «الحاويات 40 قدماً» منذ بداية العام وحتى نهاية سبتمبر 2022، بنسبة 56% وبنسبة 23% في سبتمبر وحده.
وأرجع بعض الخبراء تراجع أسعار الشحن، إلى تضرر الأسواق من تقلص الطلب في الأسواق الأوروبية والأمريكية، بسبب ارتفاع التضخم، إضافة إلى انخفاض الازدحام في الموانئ بسبب السرعة في إفراغ الحاويات وإعادة تصديرها خاصة للصين، وهو ما مد الأسواق بكميات كبيرة من الحاويات وبالتالي انخفضت الأسعار.
وكانت وكالة ستاندر آند بورز للتصنيف الائتماني قد كشفت في تقرير لها أن استخدام السفن في الممرات التجارية من الشرق الأقصى إلى الغرب أقل 90% منذ يوليو الماضي، ما يشير إلى حدوث تغيير في معادلة العرض – الطلب»
وعلى الرغم من تراجع معدلات أسعار الشحن، مقارنة بالعام الماضي، فإنها لا تزال في المتوسط، ضعف ما كانت عليه قبل جائحة كورونا، ووصلت في بعض خطوط الشحن إلى أربعة أضعاف ما كانت عليه قبل الجائحة، لأن الحرب في روسيا وأوكرانيا ليست مؤثرة على أسعار الحاويات، لأن كلا البلدين لم يدخلا ضمن اللاعبين الكبار في التجارة الدولية، ولكن المؤثر الأكبر على الطلب على الحاويات هو عمليات الإغلاق في الصين نتيجة سياسة صفر كوفيد، لأن الصين تسهم بمفردها بـ 15% من التجارة الدولية.