@n9n2m
تصلني يوميًّا على إيميلي الشخصي والجوال رسائل متلاحقة من قناة نتفليكس، وتطالبني بالعودة لتجديد الاشتراك بأقل الأسعار، وتلك الرسائل المتدفقة لم يهدأ لها حال منذ حذفت تطبيق القناة من كافة الأجهزة التي أستخدمها، بعدما شاهدت اختلافًا مريبًا في تقديم المحتوى اللا أخلاقي الذي انتهجته القناة، ولم أصدق عينيَّ بأن القناة تخصصت في عرض الأفلام الإباحية التي تدعو للمثلية الجنسية والشذوذ، واستهداف الأطفال بشكل خاص، قناة شعرت بالخطر عندما تناقص عدد مستخدميها، ونقصت قيمتها السوقية في تتداول الأسهم والمبيعات وتحصيل الاشتراكات، ونبذها الكثير من المتابعين، ولجأَت لمخاطبة المستخدمين بلغة العطف والشفقة لتعويض خسائرها المادية، وقد أثلجت صدري تلك الخطوة التي قامت بها وزارة الإعلام في مملكتنا وبعض الدول العربية بالإحساس الفعلي للخطر المُحدق الذي يزحف ببطء ويتسلل لبيوتنا والمطالبات السريعة بحجب القناة، والتحذير من محتواها الخارج عن الآداب الأخلاقية، فهي خطر قائم، وقنبلة موقوتة لمَن يُدخلها في منزله دون التحسب لمحتواها الساقط المنافي للقيَم الاجتماعية. ولم تخلُ ديانة سماوية إلا وتعرَّضوا لها بطرق رخيصة لا تتوافق مع التشريعات الإلهية، وحوّرت بعض الروايات العربية إلى مسلسلات تدعو للشذوذ الجنسي، وحرَّفوا النصوص والسيناريوهات بطرق ملتوية بِمَا يتوافق مع أهوائهم؛ ليوهموا الأجيال الحديثة من المراهقين والمراهقات من خلال إنتاجهم السينمائي المتهالك بأن الشذوذ حرية شخصية للفرد، ولا يحق للمقربين التدخل في الخصوصيات.
توَجُّه خطر، وله تداعيات سلبية على سلوك أبنائنا وبناتنا ما لم نراقبهم في تصرُّفاتهم وتحركاتهم، ويبقى التساؤل: لماذا الانتظار وعدم الإسراع في حذف القناة من الأجهزة الذكية، وماذا سيجني المتشبث بالقناة من مشاهدة محتواها الهابط سوى الحسرة والندامة وكسب الذنوب والخطايا، قناة غربية لا يعنيها هدم البيوت وتفكك الأسر، وتسكع الأبناء، بقدر ما تجنيه من أرباح طائلة تستنزفها من جيوبكم، فكونوا مفاتيح للخير، ومغاليق للشر، وأقفلوا منافذ الطرق التي تودي للتهلكة، فهناك البديل من قنواتنا المحلية التي تتميز بجودة عالية تستحق المتابعة، وتعكس طبيعة بلادنا، وما نشأنا عليه من محاسن الأخلاق، والتمسك بقيَم شريعتنا الإسلامية السمحة.